للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تعالى؟ إن الله تعالى فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته، وقال بأصابعه مثل القبة وإن له أطيط الرحل الجديد بالراكب (١).

وأخرج الأموي في مغازيه من حديث صحيح أن النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال لسعد يوم حكم في بني قريظة: لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات (٢).

وروى ابن ماجة يرفعه قال: بينا أهل الجنَّة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور فرفعوا إليه رؤوسهم، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنَّة سلام عليكم: ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - (٣) قوله تعالى {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فينظر إليهم وينظررون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما باتوا ينظرون إليه وصح أن عبد الله بن رواحة أنشد بين يدي رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - أبياته التي عرض بها عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجارية:

شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النَّار مثوى الكافرين

وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمين

وتحمله ملائكة شداد ... ملائكة الإله مسومين

فأقره عليه الصلاة والسلام على ما قال، وضحك منه (٤). وكذا أنشد حسَّان بن ثابت - رضي الله عنه - قوله:

شهدت بإذن الله أن محمدًا ... رسول الذي فوق السموات من عل

وأن أبا يحيا ويحيا كلاهما ... له عمل من ربه متقبل

وأن الذي عاد اليهود ابن مريم ... رسول أتي من عند ذي العرش مرسل

وأن أخا الأحقاف إذا قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدل


(١) أخرجه أبو داود رقم: (٤٧٢٦) وابن خزيمة ص (٦٩)، والآجري في الشريعة (٢٩٣)، وابن أبي عاصم ص (٢٥٢/ ١)، قال الألباني إسناده ضعيف ورجاله ثقات لكون ابن إسحاق مدلسًا ثم إن في إسناده اختلافًا.
(٢) البُخاريّ في المغازي: (٤١١/ ٧)، ومسلم في الجهاد حديث رقم (١٧٦٦/ ٣) دون زيادة (من فوق سبع سماوات) قال الألباني تفرد بها محسن بن صالح التمار، كما في العلو أنَّه أخرجه النَّسائيّ ص (٣٢) وقال: هو صدوق وفي التقريب: صدوق يخطئ: قلت: فمثله لا يقبل تفرده وإن صحَّحه المؤلف والذهبي، الطحاوية ص (٢٥٧)، انظر مختصر العلو ص (٨٧).
قال فيه: وإسناده حسن.
(٣) أخرجه ابن ماجة: (٦٦/ ١)، قال السيوطي في مصباح الزجاجة: والذي رأيته أنا في كتاب العقيلي، عبد الله بن عبيد الله أبو عاصم العباداني منكر الحديث، وكان الفضل يرى القدر، وكاد أن يغلب على حديثه الوهم.
قال الألباني في الطحاوية (٦٥٦)، ضعيف وقول الشيخ أحمد شاكر إسناده جيد، غير جيد. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات راجع (١٢٢) من الطحاوية.
(٤) قال الذهبي في العلو: قال أبو عمر بن عبد البر في الإستيعاب: روينا من وجوه صحاح أن عبد الله بن رواحة. إلخ (قلت) روى من وجوه مرسلة وقال الألباني. في الطحاوية: ضعيف، قول ابن عبد البر رويناه من وجه صحاح فيه، نظر ص (٢٥٥) في العلو ص (٤١ - ٤٢).