للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية (١).

١٣ - صفة المعية: قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} تمثيل لإحاطة علم الله بهم وتصوير لعدم خروجهم عنه أينما كانوا، وقيل: المعية مجاز مرسل عن العلم بعلاقة السببية والقرينة السياق اللحاق، مع استحالة الحقيقة، وقد أول السلف هذه الآية بذلك.

أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس أنَّه قال فيهما: (عالم بكم أينما كنتم) وأخرج أيضًا عن سفيان الثوري أنَّه سئل عنها فقال: علمه معكم (٢).

وفي البحر أنَّه أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها وأنَّها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجري مجراها في استحالة الحمل على الظاهر وقد تأول هذه الآية وتأول الحجر الأسود يمين الأرض في الأرض ولو اتسع عقله لتأويل غير ذلك مما هو في معناه.

وأنت تعلم أن الأسلم ترك التأويل فإنَّه قول على الله تعالى من غير علم ولا نؤول إلَّا ما أوله السلف ونتبهم فيما كانوا عليه، فإن أولوا أولنا، وإن فوضوا فوضنا ولا نأخذ تأويلهم لشيء سلمًا لتأويل غيره.

وقد رأيت بعض الزنادقة الخارجين من ربقة الإسلام يضحكون من هذه الآية مع قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ويسخرون من القرآن الكريم لذلك وهو جهل فظيع وكفر شنيع نسأل الله تعالى العصمة والتوفيق (٣) " أ. هـ.

* التفسير والمفسرون: "بذل مجهوده حتَّى أخرجه للنَّاس كتابًا جامعًا لأراء السلف رواية ودراية مشتملًا على أقوال الخلف بكلِّ أمانة وعناية فهو جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير فتراه ينقل لك عن تفسير ابن عطية وتفسير أبي حيان وتفسير الكشاف وتفسير أبو السعود وتفسير البيضاوي وتفسير الفخر الرَّازي ... والآلوسي سلفي المذهب سني الاعتقاد ولهذا نراه كثيرًا ما يفند آراه المعتزلة والشيعة وغيرهم من أصحاب المذاهب المخالفة لمذهبه .. ولم يفت الآلوسي أن يتكلم عن التفسير الأشاري بعد أن يفرغ من الكلام على كل ما يتعلق بظاهر الآيات ومن هنا عد بعض العلماء تفسيره هذا في ضمن كتب التفسير الأشاري كما عُدَّ تفسير النيسابوري في ضمنها كذلك ولكني رأيت أن أجعلهما في عداد كتب التفسير بالرأي المحمود نظرًا إلى أنَّه لم يكن مقصودهما الأهم هو التفسير الأشاري بل كان ذلك تابعًا -كما يبدو- لغيره من التفسير الظاهر" أ. هـ.

* الألوسي مفسرًا: "يفسر الآلوسي مجموعة من الآيات تفسيرًا ظاهريًا على المبادئ التي عرضناها ثم يطبقها على ما في الأنفس أو الآفاق أو ما سماه بالتفسير الأشاري وهو عبارة عن فهم أمور معينة هي غير ظاهر الآيات مع الاعتقاد أن


(١) روح المعاني: (٤/ ٤٩). ج (١٢).
(٢) انظر الصفحة (٤٣٠) من البيهقي.
(٣) روح المعاني: (٢٧/ ١٦٨).