للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورد عليه عبد الله يابس بذلك بما قاله ابن القيِّم رحمه الله تعالى من كتابه (حادي الأرواح) في رؤية الله تعالى والنظر إليه في الآخرة من المؤمنين في الجنَّة وما قاله شلتوت خطأ وسوء فهم للاعتقاد الذي عليه أهل السنة والجماعة، ولعل دخوله في العقل وجعله أصل معرفة دين الله تعالى وخاصة في العقيجة أدخلته في كلام مذاهب أهل الكلام كالأشعرية وغيرهم. وأرود عبد الله يابس كلامًا آخر في مسائل الاعتقاد والتي تكلم بها محمود شلتوت في كتابه كتضليل من ضل والتسوية بين المختلفات وتشكيك ظواهر الآيات وفي الحديث وتواتره أو خبر الآحاد، وله كلام في المعجزات وما تدعو إليه بعضها مثلًا كما في صفحة (٦١) من كتاب شلتوت نقله عبد الله يابس: " ... وقد أول بعض العلماء النَّار الخارجة من الحجاز بالعلم والهداية والنَّار الحاشرة بفتنة الأتراك وفتنة الدجال بظهور الشر والفساد ونزول عيسى باندفاع ذلك وبدوا الخير والصلاح" أ. هـ.

وهذا قو المتكلمين ومتأولي الكلام، وقد وقع بما وقعوا فيه، والكتاب والسنة التي جاءت في أمر فتن آخر الزمان كثيرة تغني عن ما تأوله بعض أهل العلم والله تعالى الموفق.

وقد أورد عبد الله يابس للشَّيخ شلتوت تناقضات في كلامه كما في صفحة (١٦١ و ١٨٣ و ١٩٨) وغيرها تدل على عدم الثبات في الحكم والعلم لدى الشَّيخ وهو بذلك على تهاون وضعف الاعتقاد والمعاملات والعلم ما أوضحه كتابه "الإسلام شريعة وعقيدة، وغيره من كتبه كالتفسير، وفتاواه .. نسأل الله تعالى الثبات على الدين.

قال الشَّيخ شلتوت في كتابه صفحة (٤٣٢) نقله عبد الله يابس صفحة (٢٣٥): "وإنَّما لا تثبت العقيدة بالحديث لأنَّ العقيدة ما يطلب الإيمان به، والإيمان معناه يقين الجازم، ولا يفيد اليقين الجازم إلَّا ما كان قطعي الورود والدلالة وهو المتواتر، والأحاديث المروية لم تتوفر فيها أركان التواتر، فلا تفيد بطبيعتها إلَّا الظن والظن لا يثبت العقيدة".

وهذا دليل آخر على سوء معرفة المعتقد وأصوله، بل الوقوع بما وقع به متفلسفة المسلمين من أهل الكلام، ونقلنا آنفًا ما يدلل للقارئ الكريم ما وقع به علماء الأمة في الوقت الحاضر من سوء الاعتقاد، وعدم معرفة أصوله، وقود الحق الذي كان عليه أهل السنة والجماعة أمن سلف الأمة، نسأل الله تعالى العفو والعافية ومعرفة دينه القويم على ما فهمه السلف من هذه الأمة.

وفاته: سنة (١٣٨٣ هـ) ثلاث وثمانين وثلاثمائة وألف.

من مصنفاته: "التفسير" أجزاء منه في مجلد ولم يتم، و "القرآن والمرأة" و "فقه القرآن والسنة".