والطرد من رحمة الله من أجل احتقاره للإنسان ... انتهى قول شلتوت.
ومقالة الشَّيخ هذه من التفاهة والسقوط بمكان" أ. هـ
قول عبد الله يابس هي مقالة تدل على لزوم الشَّيخ للأمور العقلانية والأساس في معرفة أحوال خلق الله تعالى وما جعل بينهم من تفاوت، وما قال قوله هذا أحدًا من السلف إلَّا متفلسفة المسلمين.
ثم ذكر عبد الله يابس عن محمود شلتوت قوله حول التشكيك في دوام النَّار في صفحة (٣٦) من كتابه السابق وتكلم بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيِّم فيما بيناه من فناء النَّار، وقبلها جاء بما يعتقده بعض فرق كالزنادقة والجهمية وما قالته اليهود، وجاء بكلام ابن حجر في "فتح الباري" وقد جمع في ذلك سبعة أقوال.
أما قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيِّم بفناء النَّار، فهما قد تكلما بتفصيل أكثر مما نقله عبد الله يابس والسرد فيه يطول فليراجع كتاب "الرد على من قال بفناء الجنَّة والنَّار" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب "حادي الأرواح" لابن القيِّم في نهاية الكتاب، وراجع مجلة الحكمة العدد الخاص شوال (١٤١٥ هـ) في مقالة اسمها "بطلان ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بفناء النَّار" بقلم شاكر بن توفيق.
ثم نرى أن الشَّيخ محمود شلتوت يميل بل يجعل فهمه فهم العقل والعقلانيات من منطق وفلسفة الطرق التي ظلت في الدين من علم الكلام كالأشعرية والماتريدية وفرق الشيعة وغيرهم. حيث قال شلتوت في الاعتقاد صفحة (٤٩) نقله عبد الله يابس صفحة (٦٨) من كتابه:
"قال في صفحة (٤٩): والإيمان هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل ومن الواضح أن هذا الاعتقاد إنما يحصله الدليل القطعي الذي لا تعتريه شبهة. ثم قال وقد اتفق العلماء على أن الدليل العقلي الذي سلمت مقدماته وانتهت إلى الحس أو الضرورة يفيد اليقين ويحصل الإيمان المطلوب. أما الأدلة النقلية فقد ذهب كثير إلى أنَّها لا تفيد اليقين ولا تحصل الإيمان ولا يحصل بها عقيدة لأنَّها مجال للاحتمالات".
وهذا الكلام الرد عليه واضح، والقول به بدعة وضلالة وسوء معرفة في أمر الاعتقاد وخاصة الإيمان ... والعقيدة هي التي تضافرت بها النصوص تواترًا وصحة ومن شكك في أصول الدين في الاعتقاد وكان في نحلته شيء من فرق الضلال.
وذكر عبد الله يابس تخليط الشَّيخ شلتوت في العقيدة وتكلم حول ذلك صفحة (٧٣)، وقال شلتوت في كتابه صفحة (٥١) نقله عبد الله يابس صفحة (٧٦): "قال في صفحة (٥١): العلميات التي لم ترد بطريق قطعي أو وردت ولابسها احتمال في الدلالة فاختلف فيها فليست من العقائد التي يكلفنا بها الدين كرؤية الله بالأبصار وما يكون آخر الزمان من ظهور المهدي والدجال والدابة ونزول عيسى. ثم قال في المسائل التي لا يكفر بها مثل وجوب الأصلح وكون العبد خالقًا لأفعال نفسه وهل المعاصي مرادة لله.