للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الطلبة، ... فيعتبر الشَّيخ مرعي مدرسة في المذهب" أ. هـ.

* الأعلام: "مؤرخ، أديب، من كبار الفقهاء، ولد في طور كرم، فانتقل إلى القدس، ثم إلى القاهرة فتوفي بها، له نحو سبعين كتابًا" أ. هـ.

* قلت: قال شعيب الأرناؤوط في مقدمته لكتاب "تأويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات" لمرعي الكرمي، يتكلم في عقيدته، وتأويله للصفات على ما قاله السلف -كما في مقدمته- حيث قال: "تناول صفات الله الذاتية والفعلية صفة صفة بالتفسير والبيان والشرح، ونقل أقاويل أهل العلم والعرفان، وعرض حججهم وناقشها، وبيّن ما هو الصواب منها.

وإنني لعلى يقين أن قارئ هذا الكتاب قراءة متأنية واعية سيمتلئ قلبه وعقله قناعةً بمذهب السلف في الصفات، وأنَّه أمثل المناهج وأقومها وأهداها. وسيرفض عن رضىً وقناعةٍ ما هو مسطور في كتب المتأخرين من أن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أحكم وأعلم، وسينطق بملء فيه: إن هذه المقولة مجانبة للصواب، مخالفة لهدي السنة والكتاب، وإن الجملة الصحيحة التي يعتمدها صاحب القريحة الممارس لسنة النَّبيِّ الكريم، وكتاب الله العليم هو أن السلف أعلم وأحكم وأسلم".

ثم قال شعيب الأرناؤط: "وكان الشَّيخ في الاعتقاد والأصول على مذهب السلف الصالح -رضوان الله عليهم- من التسليم المطلق للنصوص، وعدم تأويلها وصرفها عن ظاهرها كما يظهر جليًا في كتابه الذي بين يديك" (١).

قلت: هذا ما قاله شعيب في معتقد كرمي الحنبلي، ولكن تقول هناك نقولًا تخالف نقاوة سلفية صاحب الترجمة، قال صاحب كتاب "مذهب أهل التفويض" تعليقًا على ما ذكره الكرمي في كتابه "أقاويل الثقات .. " من قوله: "فمذهب السلف أسلم، ودع ما قيل من أن مذهب الخلف أعلم، فإنَّه من زخرف الأقاويل، وتحسين الأباطيل، فإن أولئك قد شاهدوا الرسول والتنزيل، وهم أدرى بما نزل به الأمين جبريل، ومع ذلك فلم يكونوا يخوضون في حقيقة الذّات، ولا في معاني الأسماء والصفات، ويؤمنون بمتشابه القرآن، وينكرون على من يبحث ذلك من فلانة وفلان" (٢).

قال صاحب "مذهب أهل التأويل": "والاعتراض هنا على قوله: (ولا في معاني الأسماء والصفات)، فإنَّه لا يخلو من حالين:

١ - إن أراد المعاني الحقيقية التي دلت عليها الألفاظ من حيث الوضع في اللُّغة العربية، فمنع ذلك باطل وهو عين التجهيل.

٢ - وإن أراد المعاني المزعومة تحت ستار "التأويل" فالصحابة -رضوان الله عليهم- أبعد النَّاس عن القول على الله بلا علم، فمراده صحيح لكن المقام يقتضي ذكر طريقتهم في


(١) "أقاويل في تأويل الثقات الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات" لمرعي الكرمي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرناؤط ط (١)، مؤسسة الرسالة، لسنة (١٤٠٦ هـ- ١٩٨٥ م).
(٢) أقاويل الثقات: (٤٦).