الحديث علم هل قاله الرسول أو لا ويقول أحمد بن مبارك اختبرته في ذلك فكنت ألقي عليه الحديث من الجامع الصغير للسيوطي فما قال فيه السيوطي صحيح كان يقول الشيخ عنه صحيح وما قال فيه موضوع يقول موضوع دون أن يتلقى هذا بالعلم وإنما بالكشف فقط بل كان يعرف إن كان الحديث في البخاري أو مسلم أو فيهما أو انفرد فيه أحدهما .. الخ .. ولم يكن هذا هو كل علم عبد العزيز الدباغ بل كان يعرف معاني القرآن كلها وتفسيره الباطني وعلم الحروف المقطعة في القرآن، بل وكان يعلم جميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء، ويعلم تفاسيرها ومعانيها. ولم يكن هذا فقط هو علم الدباغ أستاذ أحمد بن مبارك المزعوم بل كان يعلم ما في اللوح المحفوظ كله من المقادير بل كان هذا الذي لا يحفظ حزبًا من القرآن بشهادة تلميذه لا تغيب عنه ذرة في الأرض ولا في السماء، وأنه هو الغوث الأكبر المتحكم بالعالم العلوي والسفلي والوارث للحقيقة الهمدية والحقيقة الهمدية في الفكر الصوفي هو الله المستوي على العرش كما قال ابن عربي:"الحقيقة المحمدية هي الموصوفة بالاستواء على العرش", المهم أن أحمد بن مبارك يزعم فيما يزعم أن شيخه هذا الأمي الذي لا يحفظ حزبًا من القرآن كان هو الغوث الأكبر وهو رئيس الديوان الصوفي وأنه استفاد منه علومًا جمة من بعضها كتابه الإبريز.
وإليك بعض انحرافات هذا الشيخ من كتاب الإبريز ومدح أحمد بن المبارك له في كل مرة يذكر فيها تلك الانحرافات والخرافات التي يسميها كرامات.
قال رضي الله عنه:"وأما عاد الأولى، فإنهم كانوا قبل قوم نوح - عليه السلام -، وأرسل الله إليهم نبيًّا يسمى "هويد" بهاء مضمومة قريبة من همزة بين وواو ساكنة سكونًا ميتًا بعدها ياء ساكنة سكونًا حيًّا قال رضي الله عنه: وهو رسول مستقل بشرعه بخلاف هود الذي أرسل إلى عاد الثانية فإنه مجدد لشرع من قبله من المرسلين، قال رضي الله عنه: وكل رسول مستقل فلا بد أن يكون له كتاب، قال: ولسيدنا هويد المذكور كتاب وأنا أحفظه كما أحفظ جميع كتب المرسلين، فقلت له: وتعدها؟ قال: أحفظها ولا أعدها، اسمعوا مني ثم جعل يعدها كتابًا كتابًا قال: ولا يكون الولي وليًّا حتى يؤمن بحميع هذه الكتب تفصيلا ولا يكفيه الإجمال، فقلت هذا لسائر الأولياء المفتوح عليهم فقال رضي الله عنه: بل لواحد فقط وهو الغوث فاستفدت منه في ذلك الوقت أنه رضي الله عنه هو الغوث وعلومه رضي الله عنه دالة على ذلك").
وفي موضع آخر:
"وسألته رضي الله عنه عن معنى الساق، في قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}.
فقال رضي الله عنه: الساق بلغة السريانية هو الجد ضد الهزل، فقلت: وهو في لغة العرب أيضًا كذلك يقولون انكشف الحرب عن ساق أي عن جد، فقال لي فهو إذا من توافق اللغتين، قلت: وما رأيت من يعرف السريانية وجمع اللغات التي لبني آدم وللجن وللملائكة وللحيوانات مثله".