ث- رد السمعاني رحمه الله تعالى على الخوارج: عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)} [المائدة: ٤٤].
قال السمعاني رحمه الله تعالى: قال البراء بن عازب وهو قول الحسن: الآية في المشركين، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: الآية في المسلمين وأراد به كفرا دون كفر.
واعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية.
ويقولون من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر.
وأهل السنة قالوا: لا يكفر بترك الحكم.
وللآية تأويلان:
أحدهما: معناه: ومن لم يحكم بما أنزل الله ردًّا وجحدا فأولئك هم الكافرون.
والثاني: معناه: ومن لم يحكم بكل ما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، والكافر: هو الذي يرك الحكم بكل ما أنزل الله دون المسلم.
ج- رده على الكرامية:
رد رحمه الله تعالى على الكرامية المنسوبين إلى زعيمهم محمّد بن كرام (١)، وذلك عند قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٨].
فقال: نُفي الإيمان عنهم حيث أظهروا الإسلام باللسان ولم يعتقدوا بالجنان، وهذا دليل على من يخرج الاعتقاد من جملة الإيمان.
يقصد بهذا رحمه الله تعالى الرد على الكرامية الذين يقولون أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط، فالمنافقون عندهم مؤمنون كاملو الإيمان .. الخ.
ح- رده على الشيعة:
وعند تفسيره لقوله تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الْبَيتِ} [هود: ٧٣].
قال أبو المظفر، وقوله: {عَلَيكُمْ أَهْلَ الْبَيتِ} هذا دليل على أن الأزواج يجوز أن يسمين أهل البيت.
وزعمت الشيعة في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ} [الأحزاب: ٣٣].
أن الأزواج لا يدخلن في هذا، وهذه الآية دليل على أنهن يدخلن فيها.
وانظر ما قاله السمعاني عند هذه الآية في تفسيره لسورة الأحزاب، وكل قصد الشيعة من هذا هو عدم إدخال عائشة وحفصة رضي الله عنهما في آل البيت .. كرها منهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
ح - رده على الذين يقولون بالتناسخ:
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)} [الشورى: ٣٠].
قال رحمه الله تعالى بعد تفسيره للآية والإشكال الذي يرد حولهما والاجابة عنه: تعلق بهذه الآية بعض من يقول بالتناسخ وقال إنا نرى البلاء يصيب الأطفال ولم يكن منهم ذنب، فدل أنه سبق منهم ذنوب من قبل وعوقبوا بها.
وتعلق بهذه الآية أيضًا من يقول إن الأطفال لا يألمون أصلا، فكذلك البهائم، وإنما صياحهم لأذى قلوب الوالدين وكلا القولين باطل.
(١) انظر تفصيل أمرهم في الفرق بين الفرق، للبغدادي (١٣٧ - ١٣٠).