للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويجوز عند أهل السنة أن يوجد الله الألم إلى من يشاء من عباده بغير ذنب سبق منه، وكذلك إلى جميع الحيوانات. وأما وجه الآية قد بينا. وكذلك قول من يقول إن الأطفال لا يألمون باطل، لأنه وقع في الحس والعيان.

ورأى البيت السمعاني في الروافض صريح:

قال أبو سعد السمعاني: فأما الفرقة الإمامية، جماعة من غلاة الشيعة، فإنما لقبوا بهذا اللقب لأنهم يرون الإمامة لعلي - رضي الله عنه - ولأولاده من بعده، ويعتقدون أنه لا بد للناس من الإمام وينتظرون الإمام الذي يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا.

وقد اختلفت الشيعة في الإمام المنتظر.

فالكيسانية تزعم أنه محمد بن الحنفية. وأنه بجبل رضوى وقال طائفة منهم: إنه توفي، ويعود إلى الدنيا ويبعث معه الأموات ثم يموتون، ثم يبعثون يوم القيامة، قال شاعرهم:

إلى يوم يؤوب الناس فيه ... إلى دنياهم قبل الحساب

وطائفة تقول: إنه موسى بن جعفر.

وطائفة تقول: إنه إسماعيل أخوه.

وأخرى تقول: إنه محمد بن الحسن بن علي الذي بمشهد سامرا وعلى هذه الطائفة يطلق الآن الإمامية، واختلاف المنتظرية في المنتظر كثير. وفي الإمامية فِرق. منهم من يميل إلى قول أصحاب الحلول أو إلى التشبيه، فحكمه حكم الحلولية والمشبهة، ومنهم من قال بالنص على الإمام وأكفر الذين تركوا بيعة علي - رضي الله عنه -.

ونحن نكفرهم لتكفيرهم الصحابة الأخيار.

ويقال لهم: لو كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كافرين لكان عليّ بتزويجه ابنته أم كلثوم الكبرى من عمر - رضي الله عنه - كافرا. أو فاسقا معرضا ابنته للزنا، لأن وطء الكافر للمسلمة زنا محض، ثم إنهم في انتظارهم الإمام الذي انتظروه مختلفون اختلافا يلوح عليه حمق بليغ. . الخ.

- انتصاره لأهل السنة:

قال أبو المظفر عند قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} [الفاتحة: ٦]: فإن قال قائل: أي معنى للاسترشاد وكل مؤمن مهتد فما معنى قوله: {اهْدِنَا}؟

قلنا: هذا سؤال من يقول بتناهي الألطاف من الله تعالى. ومذهب أهل السنة أن الألطاف والهدايات من الله تعالى لا تتناهى فيكون ذلك بمعنى طلب مزيد من الهداية، ويكون بمعنى سؤال للتثبيت {اهْدِنَا} بمعنى: ثبتنا.

وذكر قول أهل السنة في الجمادات واستدل على ذلك بالقرآن والأحاديث الصحيحة. وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: ٧٤].

وعند قوله تعالى: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: ١٠٢] بين رحمه الله تعالى مذهب أهل السنة في السحر.

وقال السمعاني رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: ١٥٢].