عاليةً وواسعةً في علوم الشريعة، لا غنى للمسلم عنها، فالباب الأول منه: في الحث على طلب العلم، والباب الثاني: في كتابة العلم، والثالث، في الفتوى والرابع: فيمن يجوز له الفتوى، والخامس: في الاختلاف بين الفقهاء وهل كلا القولين صواب؟ أم أن أحدهما صواب والآخر خطأ؟ وناقش أبو الليث هذه المسألة -التي تكلم فيها العلماء كثيرًا- مناقشة علمية وبين رأي المعتزلة الذين قالوا: بأن كلا القولين صواب، وأخذ بقول جمهور الفقهاء والعلماء الذين قالوا: بأن أحدهما صواب والآخر خطأ إلَّا أن المخطئ لا إثم عليه.
والباب السابع: في رواية الحديث والإجازة، والثامن في أخذ العلم عن الثقات، ثم أباحة مجلس الوعظ وصلاحية الواعظ وآداب المستمعين وتفضيل الفقه على سائر العلوم، ومناظرة أهل العلم وآداب المتعلم، وقبول القضاء وعدم قبوله، وآداب القاضي، وفضل تعلم القرآن وتعلميه، والمكي والمدني وقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب وهكذا إلى نهاية الكتاب الذي ينتهى بأبواب في بعثته - صلى الله عليه وسلم - ثم في هجرته ومغازيه، وختمه بباب الدعوات.
وهكذا تجد من استعراض هذه الأبواب أن الكتاب ليس في التصوف كما ذهب (حاجى خليفة) كما أنه ليس كتابًا في الوعظ كما ذهب الدكتور صلاح الناهي، وإنما هو كتاب لا غنى عما فيه لكل مسلم، ولا بد من معرفة هذه الأمور، وفهمها، لأنها تنظم علاقة الإنسان بخالقه ومجتمعه ونفسه".
وتكلم الدكتور أيضًا عن كتابه "بيان عقيدة الأصول":
"ذكره بروكلمان وقال: هو (في الإيمان) وله شرح لمجهول، وقد نشر باللغة الألمانية، وأشار إلى أنه هو نفسه الموجود في القاهرة باسم (رسالة في أصول الدين) وله شرح لمجهول بعنوان: (العلوم) كما ذكر سزكين بقوله: وهو (يبحث في العقيدة) وأشار إلى وجود نسخ كثيرة منه في مكتبات العالم.
وقد رجعت إلى هذه الرسالة الموجودة في دار الكتب المصرية تحت رقم (٣٢٣ / علم كلام) كما هو ثابت في فهرسة دار الكتب، فوجدت أن هذه الرسالة عبارة عن أربع ورقات، وأولها، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والحمد لله رب العالمين الذي لا رب غيره، ولا معبود سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه الذي اصطفاه .. أما بعد فهذه نبذة في أصول الدين وذلك أول واجب على المكلف، وهي ثلاثة أصول: الأصل الأول: في معرفة الله سبحانه وتعالى وذلك أول واجب على الإنسان .. وإذا قيل ما هي أصول الدين الثلاثة فليقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه، فإن قيل له من ربك فليقل ربي الله الذي رباني بنعمته وفضله، وهو معبودي ما لي معبود سواه، والدليل على ذلك (الحمد لله رب العالمين) وأنا من العالمين، فكل ما سوى الله عالم، وأنا من ذلك العالم. وخاتمة هذه الرسالة: وإذا قيل: هل بعده نبي أم لا؟ فليقل ما بعده إلا الساعة، وليس بعده نبي، والدليل على ذلك قول تعالى: (ما كان محمّد