كله، ولكن حذف هذه الجملة من أثناء كلامه، ثم شرح قول ابن الأحمر يقول ابن النديم، وابن النديم لم يجزم على ما قال، بل ذكر بصيغة التمريض بدون التحقيق على ما هو عادة المؤرخين في الجمع بين الرطب واليابس، والصحيح والسقيم، وبمثل هذا لا يثبت جرح من تثبت إمامته وأمانته وديانته وتثبته وثقته، ومن اتفق على فضله وصدقه وزهده وورعه، وقد أعرض المتقدمون والمتأخرون عن ذكر ما ذكره الحافظ، فلم يذكروا ذلك، لا في ترجمة أبي جعفر، ولا في ترجمة أبي الجيش، فهذا دليل قوي على بطلانه، وقد ترك الحافظ ها هنا في الكلام على الإِمام الطحاوي ما ذكره في مقدمة "اللسان" ١/ ١٦ عن ابن عبد البر: من صحت عدالته، وثبتت في العلم إمامته، وبانت همته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد، إلا أن يأتي الجارح في جرحه بينة عادلة، يصح بها جرحه على طريق الشهادات، والعمل بما فيها من المشاهدة لذلك ما يوجب قبوله" أ. هـ.
من أقواله: لسان الميزان: "قال ابن زُولاق: وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول: سمعت أبي يقول: وذكر فضل أبي عبيد بن جُرثومَة وفقهه، فقال: كان يذاكرني بالمسائل فأجبته يومًا في مسألة فقال في: ما هذا قول أبي حنيفة، فقلت له: أيها القاضي أوكل ما قاله أبو حنيفة أقول به؟ فقال: ما ظننتك إلا مقلدًا، فقلت له: وهل يقلد إلا عمي؟ فقال لي: أو غبي؟ قال: فطارت هذه الكلمة بـ (مصر) حتى صارت مثلًا وحفظها الناس ... " أ. هـ.
• الماتريدية: "قلت -أي شمس الدين-: هو معاصر للماتريدي، ومتقدم عليه وفاة، وهو على عقيدة المحدثين، وليس له صلة بالماتريدي والماتريدية، وإنما ذكرناه ها هنا -أي في كتاب الماتريدية- لأن الماتريدية يعتمدون على كتبه، وذكروه في الماتريدية، مع أنه حجة عليهم".
ثم قال حول كتاب الطحاوي "بيان السنة والجماعة" والمعروفة بالعقيدة الطحاوية: "والعقيدة الطحاوية شرحها سبعة من كبار الحنفية منهم الإِمام ابن أبي العز (٧٩٢ هـ).
فقد ذكرها الزبيدي في قائمة المراجع الماتريدية، وجعلها الكوثري مستفيضة متواترة وعول عليها، واعترف وأقر بأن هذه عقيدة الأئمة الثلاثة أبي حنيفة وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن رحمهم الله تعالى.
واعتمد عليها قبلهما أبو المعين النسفي (٥٠٨ هـ) وأن هذه هي عقيدة الأئمة الثلاثة للحنفية.
قلت -أي شمس الدين-: هذه العقيدة على منهاج السلف على ملاحظات يسيرة، ولا صلة لها بالعقيدة الماتريدية، فهي حجة عليهم" أ. هـ.
وفاته: سنة (٣٢١ هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة، وقيل (٣٢٢ هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
من مصنفاته: "أحكام القرآن"، و"نوادر القرآن" في نحو ألف ورقة، و"معاني الآثار" و "العقيدة الطحاوية".