(٢) فقد جاء في "تهذيب التهذيب" (٩/ ٥٤): قال مسلمة: وألف علي بن المديني كتاب "العلل"، وكان ضنينًا به فغاب يوما في بعض ضياعه، فجاء البخاري إلى بعض بنيه وراغبه بالمال على أن يرى الكتاب يومًا واحدًا، فدفعه إلى النساخ فكتبوه له ورده إليه، فلما حضر علي تكلم بشيء، فأجابه البخاري بنص كلامه مرارًا، ففهم القضية واغتم لذلك فلم يزل مغمومًا حتى مات بعد يسير، واستغنى البخاري عنه بذلك الكتاب، فتعقبه الحافظ بقوله: فإن هذه القصة التي حكاها مسلمة فيما يتعلق بالعلل لابن المديني، غنية عن الرد لظهور فسادها، وحسبك أنها بلا إسناد، وأن البخاري لما مات علي كان مقيمًا ببلاده، وأن العلل لابن المديني قد سمعها منه غير واحد غير البخاري فلو كان ضنينًا بها لم يخرجها، إلى غير ذلك من وجوه البطلان لهذه الأخلوقة، والله الموفق. (٣) قال شعيب: بل هو معروف: واسمه محمَّد بن مُعَاوية بن عبد الرحمن الأموي الأندلسي، من أهل قرطبة، يعرف بابن الأحمر، سمع بالأندلس على كثير من الشيوخ، ثم رحل إلى المشرق سنة (٢٩٥ هـ)، فسمع بمصر ومكة وبغداد والكوفة، ودخل أرض الهند تاجرًا، وخرج منها ومعه ما قيمته ثلاثون ألف دينار، غرقت منه كلها، وقدم الأندلس سنة (٣٢٥ هـ)، وروى عن النسائي "السنن الكبرى" وحملها معه إلى الأندلس، وعنه انتشرت، قال ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس": كان شيخًا حليمًا ثقة فيما روى، صدوقًا توفي سنة (٣٥٨ هـ).