التابعين نحوًا من عشرين رجلًا وسمع منهم وروى عنهم نزل المغرب وسكن أفريقية دهرًا وسمع الناس بها كتابه في تفسير القرآن وليس لأحد من المتقدمين مثله ... وكان ثقة ثبتًا ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة اللغة والعربية صاحب سنة ... " أ. هـ.
• معالم الإيمان: "كان من العلماء الحفاظ الفضلاء، أخبر أنه لقي من العلماء ثلاثمائة وثلاثة وستين عالمًا سوى التابعين، وهم أربعة وعشرون، وامرأة تحدث عن عائشة" أ. هـ.
• رياض النفوس: (قال أبو العرب: سألت أبا يحيى بن محمّد بن يحيى بن السلام، خاليًا، عن قول جده في الإيمان، فقال لي: كان جدي يقول: "الإيمان قول وعمل ونية". وكان يحيى ثقة صدوقًا لا يقول عن جده إلا الحق.
وعن أبي القاسم السدري، أنه كتب إليه عيسى بن مسكين يقول: حدثنا عون بن يوسف قال: قلت ليحيى بن السلام: "إن الناس يرمونك بالإرجاء"، قال: عون: "فأخذ يحيى لحيته بيده وقال: أحرق الله هذه اللحية بالنار إن كنت دنتُ الله عزَّ وجل قط بالإرجاء". فقيل لعيسى: "فما تقول أنت فيه؟ فقال: "والله إنه لخير منا، وقد برأه الله مما يقولون".
وفي موضع آخر: كيف وقد حدثتكم أنه بدعة؟
قال أبو العباس بن حمدون: "سمعت محمد بن يحيى يقول: كنت أمشي مع أبي رحمه الله تعالى، إلى أن انتهينا إلى موقف الخيل، فبينا نحن نمشي إذ جبذني جبذة شديدة ثم دخل إلى سقيفة وأدخلني معه، فقلت له: يا أبي: ما قصتك؟ -فقال: يا بني إني [رأيت] غريمًا لي فخفت أن يراني فيرتاع مني أو يخاف، وذكرتُ قول الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيسَرَةٍ}.
فقعدنا ساعة، ثم خرج أبي فخرجت معه؛ فلما أن مشيت قليلًا قال: يا بني، إنه جاء في الحديث: "من رحم يرحم".
أبو العباس تميم بن أبي العرب عن أبيه، قال: [كان] يحيى بن السلام من خيار خلق الله تعالى: دعا الله تعالى أن يقضي عنه الدين فقضى دينه، ودعا الله عزَّ وجلَّ أن يورث ولده العلم فكان كما دعا. ودعا الله عزَّ وجلَّ أن يكون قبره بمقطم مصر فكان ذلك. وقبره إلى جانب قبر ابن فروخ، وقيل إنه يرى عليهما كل ليلة قنديلان.
قال سليمان بن سالم: إنما نسب إلى يحيى بن السلام الإرجاء أن موسى بن معاوية الصمادحي أتاه فقال له: "يا أبا زكريا؛ ما أدركت الناس يقولون في الإيمان؟ " فقال: أدركت مالكًا وسفيان الثوري وغيرهم يقولون: "الإيمان قول وعمل"، وأدركت مالك بن مِغْوَل وفِطْر بن خليفة وعمر بن ذر يقولون: "الإيمان قول". قال سليمان: فأخبر موسى سحنون بن سعيد بما ذكر يحيى عن عمر بن ذر وفطر بن خليفة ومالك بن مغول ولم يذكر له ما قال عن غيرهم، فقال سحنون: "هذا مرجئ".
حدث عون بن يوسف قال: "كنت عند عبد الله بن وهب وهو يقرأ عليه، فمر حديث ليحيى بن السلام فقال: "امحه" فقال عون، فقلت له: "لم تمحوه أصلحك الله؟ " فقال: "بلغني أنه يقول بالإرجاء" فقلت له: "فأنا كشفته عن ذلك". فقال