للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لي: "أنت؟ " فقلت له: "نعم" فقال لي: "فما قال لك؟ " قال: قلت له: "فقال: معاذ الله أن يكون ذلك رأيي، أو أدين الله به، ولكن أحاديث رويتها عن رجال يقولون: "الإيمان قول" وآخرين يقولون: "الإيمان قول وعمل"، فحدثنا بما سمعنا منهم"، فقال لي ابن وهب: "فرَّجت عني، فرج الله عنك"، قال عون: "فلما قدمت القيروان -وكان يحيى باقيًا بعد- أتانى فسلم علي وقال لي: "يا أبا محمد، قد بلغني محضرك فجزاك الله خيرًا. والله ما قلتَ إلا حقًّا وما دنت الله به قط") أ. هـ.

• لسان الميزان: "وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال: ربما أخطأ، وقال سعيد بن عمرو البَرْدعي: قلت لأبي زرعة في يحيى بن سلام المغربي فقال: لا بأس به، ربما وهم. قال أبو زرعة: حدثنا أبو سعيد الجعفي حدثنا يحيى بن سلام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله عزَّ وجلَّ: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف: ١٤٥]، قال "مصر". قال: وجعل أبو زرعة يستعظم هذا ويستقبحه. قلت له: أي شيء أراد بهذا؟ قال: هو في تفسير سعيد، عن قتادة مصيرهم. وقال أبو حاتم الرازي: كان شيخًا بصريًا، وقع إلى "مصر"، وهو صدوق. وأخرج له الدارقطني حديثًا عن أبي بكر النيسابوري، عن بحر بن نصر، عنه. وقال يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة التميمي، مولى لهم، يكنى أبا زكريا بصري: قدم "مصر" وصار إلى "إفريقية"، وسكنها وحج منها، وتوفي بمصر بعد رجوعه من الحج لأربعٍ بقين من صفر سنة مائتين. وقال أبو العرب في "طبقات القيروان": كان مفسرًا وكان له قدر ومصنفات كثيرة في فنون العلم، وكان من الحفاظ ومن خيار خلق الله" أ. هـ.

• قلت: قالت هند شلبي محققة كتاب "التصاريف" للمترجم في (ص ٧٨)، وتحت عنوان تهمة يحيى بن سلام بالإرجاء: "يقف الناظر في كتاب أبي العرب، وفي كتاب المالكي عند ترجمة يحيى بن سلام على خبر تهمته بالإرجاء، وتدل عبارة أبي العرب، في قوله: (ورمي بالإرجاء) وما ذكره من تبرئة يحيى نفسه من هذه التهمة وموقفه الدفاعي عنه عندما علق على كلام حفيد يحيى الذي برّأ جده من التهمة بقوله: (وكان يحيى ثقة صدوقًا لا يقول عن جده إلا الحق) يدل هذا كله على الرغبة الملحة في تبرئة يحيى مما نسب إليه.

وهذه الرغبة نلمسها أيضًا عند المالكي، حيث أورد مقالة عون بن يوسف الخزاعي في مجلس ابن وهب، وقد أمر ابن وهب باطراح قول ابن سلام لقوله بالإرجاء.

وإن اختلفت صورة خبر عون في كتاب أبي العرب وكتاب المالكي، فإن جوهره فيهما واحد ومفاده: أنّ ابن سلّام ليس من المرجئة، وإنما أنجزت إليه التهمة بسبب سوء تفاهم وقع بين موسى بن معاوية الصَّمادحي وسحنون حول المسألة ولا يمكن أن نتبين حقيقة مذهب ابن سلام بالاكتفاء بما ورد في هذين المصدرين خاصة وأن مقالة أبي العرب متأثرة بما ورد عن حفيد ابن سلام، وإن كان موثقًا ...

ماذا نجد في التفسير؟ (أي تفسير ابن سلام).

نجد فيه ذمًا للأهواء والبدع ودعوة إلى اتباع السنة.