للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: فحملني الغيظ، فدخلت، فسألت عن قصيعة، فخرج إلى رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء، فجئت به إليه، فقال: يا هذا امض، فاطرح ما عليك، والبس قميصك، وعاود فمضى، ولبس قميصه، وعاد. فقال: ما اسمك؟ قال: قصيعة. فقال: ما اسمك على الحقيقة" قال: محمّد بن علي. قال: صدقت، ابن من؟ قال: ابن حمزة، قال: ابن من؟ قال: لا أدري والله يا أستاذي، قال: ابن حمزة بن فلان بن فلان بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي، فأخرج من كمه الجزء، فدفعه إليه، فقال: أمسك هذا، فأخذه، فقال: ادفعه إلي. ثم قال له: قم فانصرف. ثم جعل أبو العباس، يقول: دفع إلي فلان بن فلان كتاب جده، فكان فيه كذا وكذا.

قال الخطيب: سمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا أخذوا في المذاكرة، شرطوا أن يعدلوا عن حديث ابن عقدة لاتساعه، وكونه مما لا ينضبط".

وقال أيضًا: "قال أبو جعفر الطوسي في "تاريخه": كان ابن عقدة زيديًا (١) جاروديًا (٢)، على ذلك مات، وإنما ذكرته في جملة أصحابنا (٣) لكثرة رواياته عنهم. وله تاريخ كبير [في] ذكر من روى الحديث من الناس كلهم وأخبارهم، ولم يكمل. و"كتاب السنن" وهو عظيم، قيل: إنه حمل بهيمة، وله "كتاب من روى عن علي"، و "كتاب الجهر بالبسملة"، وكتاب "أخبار أبي حنيفة"، وكتاب "الثوري"، وذكر أشياء كثيرة. ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخًا، ويأمرهم أن يرووها.

قال ابن عدي: سمعت الباغندي يحكي فيه نحو ذلك، وقال: كتب إلينا أنه خرج بالكوفة شيخ عنده نسخ، فقدمنا عليه، وقصدنا الشيخ، فطالبناه بأصول ما يرويه، فقال: ليس عندي أصل، وإنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، فقال: اروه يكن لك فيه ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد.

حمزة السهمي: سألت محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن ابن عقدة، فقال: دخلت إلى دهليزه، وفيه رجل يقال له: أبو بكر البستي، وهو يكتب من أصل عتيق، حدثنا محمد بن القاسم السوداني، حدثنا أبو غريب، فقلت له: أرني، فقال: أخذ علي ابن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت به حتى أخذته، فهذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جَابر وفيه سماعي. وخرج ابن سعيد وهو في يدي، فحرد على البستي، وخاصمه، ثم التفت إلى، فقال: هذا عارضنا به الأصل، فأمسكت عنه، قال ابن سفيان: وهو ذا الكتاب عندي، قال حمزة: وسمعت ابن سفيان، يقول: كان أمره أبين من هذا.

وبه: حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد القصري، سمعت محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ، يقول: وجه إلى ابن عقدة بمالٍ من خراسان، وأمر أن


(١) فرقة من الشيعة تنسب إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين. الذي ثار علي بني أمية زمن الوليد بن يزيد، انظر ترجمة الإمام في موضعه مع خلاصة مذهبهم في "الملل والنحل": (١/ ١٥٤ - ١٥٧).
(٢) إحدى فرق الزيدية، وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد "الملل والنحل": ١/ ١٥٧ - ١٥٩.
(٣) يقصد: الإمامية. فأبو جعفر الطوسي كان إماميًا.