مثالب الشيخين، فتركت حديثه، وقال ابن عدي: رأيت فيه مجازفات حتى كان يقول: حدثتني فلانة، قالت: هذا كتاب فلان فرأيت فيه قال: حدثنا فلان وقال: كان مقدمًا في الشيعة.
قال ابن عدي: وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخًا "الكوفة" على الكذب، يسوي لهم نسخًا، ويأمرهم أن يرووها، ثم يرويها عنهم" أ. هـ.
• لسان الميزان: "في (تذكرة الحفاظ) عقب الحكاية الأخيرة -يقصد التي في ميزان الاعتدال- ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث، أما الإسناد فلا أدري. قلت أنا -أي ابن حجر-: ولا أظنه كان يضع في الإسناد إلا الذي حكاه ابن عدي، وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني. وقال أبو علي الحافظ: ما رأيت أحدًا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة فقيل له ما يقول له بعض النَّاس فيه؟ فقال: لا يشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم، فلا يسأل عنه أحد من الناس، وقال ابن عدي أيضًا: سمعت أبا بكر الباغندي يقول: كتب إلينا ابن عقدة قد خرج شيخ بـ "الكوفة" عنده نسخ للكوفيين، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ، فطالبناه بالأصول فقال: ما عندي أصل، وإنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، وقال لي: ارو هذه يكون لك ذكر ويرحل إليك أهل بغداد، قال ابن عدي: وقد كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان.
قال: وسمعت ابن مكرم يقول: كنا عند ابن عُثْمَان بن سعيد في بيت، وقد وضع بين أيدينا كتبًا كثيرة، فنزع ابن عقدة سراويله، وملأه منها سرًّا من الشيخ ومنًا، فلما خرجنا قلنا: ما هذا الذي تحمله؟ فقال: دعونا من ورعكم هذا. قال: وسمعت عبدان يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث، فلا يذكر معهم. وقال حمزة السهمي: ما مثل أبي العباس بالوضع إلا طبل. وقال حمزة عن الدارقطني أشهد أن من اتهمه بالوضع فقد كذب.
قلت: ومما يدل على سعة حفظه، ما ذكره أحمد بن أحمد الحافظ في تاريخه قال: سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول: روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثًا أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى، فحبس ابن عقدة، ثم قال الوزير: من يرجع إليه في هذا؟ فقالوا: ابن أبي حاتم، فكتبوا إليه في ذلك، فنظر وتأمل. فإذا الصواب مع ابن عقدة، فكتب إلى الوزير بذلك، فأطلق ابن عقدة وعظم شأنه. وقال مسلمة بن قاسم: لم يكن في عصره أحفظ منه. وكان يزن بالتشيع والناس يختلفون في أمانته فمن راض، ومن ساخط به. وقال أبو ذر الهروي: كان ابن عقدة رجل سوء. وقال ابن الهرواني: أراد الحضرمي أبو جعفر يعني مطينًا أن ينشر أن ابن عقدة كذاب، ويصنف في ذلك، فتوفي رحمه الله قبل أن يفعل" أ. هـ.
• البداية والنهاية: "وكان أيضًا ابن عقدة في الورع والنسك، وكان من الحفاظ الكبار، سمع الحديث الكثير، ورحل، فسمع من خلائق من المشايخ ويقال: . "إنه كان يحفظ نحوًا من ستمائة