آيات الله تعالى في الكذب، توصل إلى الدُّنْيا بالوعظ، سمعته يومًا بهمذان يقول: رأيت إبليس في وسط هذا الرباط يسجد لي فقال له: ويحك، إنه الله عزَّ وجلَّ أمره بالسجود لآدم فأبى: والله لقد سجد لي أكثر من سبعين مرة، فعلمت أنه لا يرجع إلى دين ومعتقد، قال: وكان يزعم أنه يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيانًا في يقظته لا في نومه، وكان يذكر على المنبر أنه كلما أشكل عليه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله على ذلك المشكل فدله على الصواب.
قال: وسمعته يومًا يحكي عن بعض المشايخ، فلما نزل سألته عنها فقال: أنا وضعتها في الوقت.
قال: وله من هذه الجهالات والحماقات ما لا يحصى.
قال مؤلف الكتاب: وكان أحمد الغزالي يتعصب لإبليس ويعذره، حتى قال يومًا: لم يدر ذاك المسكين أن أظافر القضاء إذا حكث أدمت وقسي القدر إذا رمت أصمت ثم انشد:
وكنا وليلى في صعود من الهوى ... فلما توافينا ثبت وزلت
وقال: التقى موسى وإبليس عند عقبة الطور، فقال: يا إبليس لم لم تسجد لأدم؟ فقال كلا، ما كنت لأسجد لبشر يا موسى ادعيت التوحيد وأنا موحد، ثم التفت إلى غيره وأنت قلت أرني فنظرت إلى الجبل فأنا أصدق منك في التوحيد، قال: أسجد للغير ما سجدت من لم يتعلم التوحيد من إبليس فهو زنديق، يا موسى كلما ازداد محبة لغيري ازددت له عشقًا.
قال المصنف: لقد عجبت من هذا الهذيان الذي قد صار عن جاهل بالحال، فإنه لو كان إبليس غار لله محبة ما حرض النّاس على المعاصي، ولقد أدهشني نفاق هذا الهذيان في بغداد وهي دار العلم، ولقد حضر مجلسه يوسف الهمذاني، فقال: مدد كلام هذا شيطاني لا رباني ذهب دينه والدنيا لا تبقى له.
وشاع عن أحمد الغزالي أنه كان يقول بالشاهد، وينظر إلى المردان ويجالسهم، حتى حدثني أبو الحسين بن يوسف أنه كتب إليه في حق مملوك له تركي فقرأ الرقعة ثم صاح باسمه، فقام إليه وصعد المنبر فقبل بين عينيه، وقال: هذا جواب الرقعة" أ. هـ.
• وفيات الأعيان: "كان واعظًا مليح الوعظ حسن المنظر صاحب كرامات وإشارات، وكان من الفقهاء، غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه، ودرس بالمدرسة النظامية نيابة عن أخيه أبي حامد لما ترك التدريس زهادةً فيه، وطاف البلاد وخدم الصوفية بنفسه، وكان مائلًا إلى الانقطاع والعزلة، أ. هـ.
• السير: "واعظ مشهور .. له قبول عظيم في الوعظ، يُزَنُّ برقة الدين وبالإباحة" أ. هـ.
• ميزان الاعتدال: "جاءت عنه حكايات تدل على اختلاله، وكان يضع.
قال الحافظ السِّلفي: حضرت مجلس وعظه بهمذان، وكنّا في رباط واحد، وبينتا إلفه وتودد، وكان أذكى خلق الله، وأقدرهم على الكلام، فاضلًا في الفقه وغيره. انتهى.
قال ابن النجار: من أحسن الناس كلامًا في