للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الوعظ وأرشقهم عبارةً، مليح التصرف فيما يورده حلو الاستشهاد، أظرف أهل زمانه، وألطفهم طبعًا، خدم الصوفية في عنفوان شبابه، وصحب المشايخ، واختار الخلوة والعزلة حتى انفتح له الكلام على طريقة القوم، ثم خرج إلى العراق ومالت إليه قلوب النّاس وأحبوه" أ. هـ.

• البداية والنهاية: "كان واعظًا مفوّهًا، ذا حظ من الكلام والزهد وحسن التأني، وله نكت جيدة، ... وتكلم فيه ابن الجوزي بكلام طويل كثير، قال ونسب إلى محبة المردان والقول بالمشاهدة فالله أعلم بصحة ذلك" أ. هـ.

• لسان الميزان: "ذكره أبو سعد بن السمعاني في (ذيل بغداد) فقال: حلو الكلام، ملح الوعظ، قادر على التصرف فيما يورده، اجتهد في شبيبته بـ "طوس"، واختار العزلة، ثم خدم الصوفية، وخرج إلى "العراق"، وتكلم على الناس، فحصل له القبول التام، واصطاد الخواص والعوام، وكان يحضر مجلسه عالم لا يحصى. قال: وكان شيخنا يوسف بن أيوب الهمذاني سيء الرأي فيه، حتى قال أحمد الغزالي وسخ الطريقة، وسمع كلامه مرة فقال: كلامه كالنار المشتعلة، ولكن مدده شيطاني لا رباني، ونقل عن أبي الفضل مسعود بن محمّد الطرازي، أن جماعةً من الصوفية حضروا سماعًا، فقال القوال شيئًا، فقام أبو الفتح وتواجد واضطرب، وقام على رأسه يدور، ورجلاه في الهواء حتى ذهبت طائفة من الليل وأعيى الجمع، وما وضع له يدًا ولا رجلًا على الأرض. ونقل عنه أيضًا: أنهم كانوا في وليمة، فحضر الطعام، فوقع لأبي الفتوح حالة، فتغير لونه وشغل عن الطعام، وكان للرباط شيخ زاهد كثير العبادة، فجاء إلى الشيخ يوسف بن أيوب فقال له: لقد ابتلينا بزمان سوء، ظهرت فيه المنكرات والحالات، فقال له: وما ذاك؟ قال: إن أبا الفتوح لما امتنع من الأكل، بعد أن وقع له ما جرى، سئل عن سبب ذلك، فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رفع لقمة من القصعة ووضعها في فمي، فقال له الشيخ يوسف: هذا صحيح، وهي خيالات، تظهر لسالكي الطريقة في الابتداء، وليست لها حقيقة، ونقل عن أبي الرضى الجرجاني قال: حضر أحمد عند أخيه أبي حامد وهو يقرأ "سورة الأنعام"، فوقف على الباب ساعة ثم رجع فقال له من الغد: سمعت أنك حضرت فلم رجعت؟ فإني كنت أقرأ سورة الأنعام، فقال له أحمد: ما سمعت سورة الأنعام، ولكن سمعت حساب البقال، فقال: نعم، أخذت الحوائج من البقال، فبلغ الحساب مبلغًا، فشغل قلبي وغلبني حالة القراءة.

وقال ابن أبي الحديد في شرح "نهج البلاغة": كان أبو الفتوح قاصًا ظريفًا واعظًا، سلك في وعظه مسلكًا منكرًا، لأنه كان يتعصب لابليس ويقول: إنه سيد الموحدين، وقال يومًا: من لم يتعلم من إبليس فهو زنديق، لأنه أمر أن يسجد لغير سيده فأبى.

وقال مرة لما قال له موسى أرني، فقال لن تراني هذا شغلك، تصطفي آدم ثم تسود وجهه وتخرجه من الجنة، وتدعوني إلى الطور ثم تشمت بي الأعداء، إلى غير ذلك من هذا الشطح" أ. هـ.

• الشذرات: "الواعظ شيغ مشهور فصيح مفوه، صاحب قبول تام لبلاغته وحسن إيراده