ولم يثبت، وصرح به أستاذ هذا الفن الميرزا عبد الله الأصفهاني في "رياض العلماء" فقال في ترجمة العصار المعروف، قال: محمد بن غياث الدين في تلخيص كتاب حديقة الشيعة للمولى أحمد الأردبيلي بالفارسية، ومثله في ترجمة عبد الله بن حمزة الطوسي قال وهؤلاء الخمسة من أساتيذ هذا الفن وكفى شاهدًا، ويؤيده الحوالة في الكتاب المزبور على كتابه "زبدة البيان" قال عند ذكر أحوال الصادق - عليه السلام - وما ترجمته: ورد في حق أبي هاشم الكوفي واضع هذ المذهب (التصوف) عدة أحاديث منها ما رواه في كتاب قرب الأستاذ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن الإمام العسكري - عليه السلام -، أنه قال: سئل أبو عبد الله يعني الإمام الصادق عليه السلام عن أبي هاشم الصوفي الكوفي، فقال: إنه كان فاسد العقيدة جدًّا، وهو الذكي ابتدع مذهبًا يقال له التصوف، وجعله مقرًا لعقيدته الخبيثة، وأكثر الملاحدة وجنة لعقائدهم الباطلة، قال: وهذا الكتاب الشريف وقع إلي بخط مصنفه، وفيه أحاديث أخر في هذا الباب وقد فصلت ذلك في "زبدة البيان" بأوضح من هذا، وذكر فيه كلامًا في مسألة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو كالترجمة؛ لما ذكره في "زبدة البيان"، وأحال فيه في مواضع على شرح الإرشاد، وكذلك أحال فيه على رسالته الفارسية في أصول الدين وعلى رسالته في "إثبات الواجب" قال فمن الغريب بعد ذلك كله ما في الروضات بعد نقل صحة النسبة، عن المشايخ الأربعة المتقدم ذكرهم من قوله، وقد نفاها بعضهم، ونقل ذلك عن محمد باقر الجلسي لكن النقل لم يثبت، وذلك لفقد الدليل على صحة هذه النسبة ولكثرة نقله عن الضعفاء الذين لا يوجد عنهم في الكتب المعتمدة، أو لوجود مضمون الكتاب بعينه في بعض كتب الشيعة الأعاجم المتقدمين إلا قليلًا من ديباجته، كما قيل أو لبعد التأليف بهذا السوق واللسان من مثله وفي مثل الغري السري العربي (أهـ)، وأجاب أما عن النقل عن الضعفاء فبأنه في مقام الرد على الغير من صحاحهم وتفاسيرهم، وفي مقام الفضائل والمعاجز التي يكتفي فيها بالنقل من الكتب المعتبرة من غير نظر للأسانيد، فهو لا يختلف في ذلك عن كتب العلامة وابن شهرآشوب وغيرهما.
وأما وجود مضمونه في كتاب آخر فإن بعض من لم يجد بزعمه وسيلة إلي جلب الحطام إلا التدثر بحلبات التأليف، وإن لم يكن له حظ في الكلام سافر إلى حبدر آباد في عهد السلطان عبد الله قطبشاه الإمامي، واتصل به ثم عمد إلى كتاب "حديقة الشيعة" فأسقط الخطبة، وأسطرًا من بعدها ووضع له خطبة من نفسه، وجعله باسم السلطان المذكور، وسرق الكتاب، وأسقط منه ما يتعلق بأحوال الصوفية وذمهم؛ لميل السلطان إليهم وفي المواضع التي أحال فيها الأردبيلى على مؤلفاته قال وذكر الأردبيلي ذلك في كتاب كذا، قال: والبعد الذي ذكره أشبه بكلام الأطفال، ثم قال: وسمعت من بعض المشايخ أن أصل هنه الشبهة من بعض ما انتمى من ضعفاء الإيمان، لما رأوا في الكتاب من ذكر قبائح القوم، ومفاصدهم مع ما عليه الأردبيلي من الاشتهار بالتقوى، والقبول عند الكافة فدعاهم ذلك إلى إنكار كونه منه تشبثًا بما هو أوهن من بيت العنكبوت" أ. هـ.