للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عند انفصال حرارته يوجب للمرء ضيقًا عجيبًا إلى الغاية. فحلف يمينًا مغلظة أنه لا يأكل البرش بعد ذلك اليوم، وهذا أمرٌ مخالف للقاعدة العقلية، وما ذاك إلا أن عادة البرش توجب المداومة على أكله ويتكلف آكله كلفة كبيرة، حتى يستطيع تركه. وأغلب ما يكون ذلك بالتناقص من غير ضرر.

وأنشد له بعضهم متمثلًا:

إن تكن عازمًا على قبض روحي ... فترفق بها قليلًا قليلًا

فما طاوع على أكله بعد اليمين أبدًا، فلزم من ذلك نزول المواد الرطوبية على عينيه؛ لأن أكل البرش كان يحبس المواد عن النزول لما فيه من التجفيف. فلم يزل ذلك يتزايد إلى أن أوجب له العمى، وهو قاضٍ حينئذ بقسطنطينية المحمية، فلزم بيته مسلمًا لأمر القضا، تاركًا منصب الحكم والقضا. وعاش بعد ذلك مدة طويلة، صنف فيها كتبًا جليلة" أ. هـ

• معجم المفسرين: "مؤرخ، مشارك في كثير من العلوم تركي الأصل، مستعرب، ولد في برومة وتعلم في أنقرة والآستانة وأماسية ثم تنقل في المدن التركية مدرسًا ثم ولي القضاء بالقسطنطينية وحلب ... " أ. هـ

• قلت: لأهمية كتاب طاشكبري زاده (مفتاح السعادة)، ومع ما يحتويه من علوم أوردها صاحب الترجمة سوف نورد ما قاله محقق الكتاب وبعضًا مما قاله هو فيه. فمما قاله محقق كتاب (مفتاح السعادة) في مقدمة التحقيق: "ولقد كان المؤلف حنفي المذهب، صوفي النزعة والسلوك، منكبًا على العلم، عزوفًا عن طلب الدنيا، متواضعًا جم التواضع، يعطى كل ذي حق حقه، غير متحيز ولا متعصب. ولتكن هذه ترجمة للعلامات البارزة في حياته، أما بقية سماته وصفاته فسوف نجعلها جزءًا من معالجتنا لمفتاح السعادة، ذلك أن الكتاب يعتبر بحق مرآة للرجل انعكست عليها كل صفاته العلمية والشخصية والمزاجية، وبذلك يصعب فصلها عن الكتاب، فلنقلب -إذن- صفحات كتابه لعلنا نجد فيها حديثًا صدقًا عن المؤلِّف والمؤلف. ولن يفوتنا -بإذن الله- بعد أن نقيم الكتاب، أن نعرج على تصنيف العلوم عند العرب، فليس ثمة مناسبة أوفق من هذه لتناول هذا الموضوع البكر، وإذا لم يتسع المجال لتفصيله كل التفصيل فلعلنا نوفق إلى إلقاء بعض الضوء على هذا الموضوع، عملًا بالمثل القائل: ما لا يدرك كله لا يترك كله. والله الموفق للسداد" أ. هـ

قال المحقق حول مصنفه (مفتاح السعادة)، وما أتبعه فيه طاشكبري زاده من تقسيمه وأبوابه وفروعه، وما إلى ذلك من علوم وتراجم لعلماء تلك العلوم وأقوالهم، وخاصة ما يتعلق بعلماء المذهب الحنفي، فقال ما نصه: "ولما كان المؤلف حنفي المذهب فقد توسع في ترجمة أبي حنيفة حتى لقد قسم هذه الترجمة إلى مطالب. ثم ذكر الكثير من تراجم الحنفية، وقد فعل نفس الشيء


= أن الصيادين كانوا يمزجونه مع الطعام ويقدمونه للطيور لتخديرها وصيدها وانظر: Dozy, sup. Dict, Arabe ١٧١ ولم أجد الكلمة في كتب المفرات أ. هـ. انظر هامش تراجم الأعيان.