للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بالنسبة لأصحاب المذاهب الأربعة، إلا أنه توسع في تراجم الشافعية تبركًا بهم على حد تعبيره.

ومما يجدر ذكره أن الكتاب قد ضم تراجم لعلماء آسيا الصغرى وذكر مؤلفاتهم وهو بهذا يعطينا صورة للحياة العقلية في هذا الجزء من الدولة الإِسلامية في عهد الدولة العثمانية، والكثيرون منهم شاهدهم المؤلف بنفسه وخالطهم وترجم لهم في حياتهم وتتلمذ على البعض منهم. وتلك لعمر فالحة وفاء خليقة بأن تصدر عن مثل أحمد بن مصطفى الرجل الوفي الدين لتواضع الذي يعترف بالفضل لأصحابه. ولقد ذكرنا من قبل أنه ألف كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية فيما بعد في سنة (٩٦٥ هـ) لكي يؤدي هذا الغرض بصورة أفضل ولعله حين ألف كتاب مفتاح السعادة لم يكن قد انتوى بعد أن يؤلف الكتاب الأول وخاصة أنه ألف مفتاح السعادة قبل الشقائق بسبعة عشر منة. فتاريخ هذا الكتاب هو كما صرح به في صفحة (٣٢٨) من الجزء الأول سنة (٩٤٨ هـ).

وتتجلى غلبة النزعة الصوفية على المؤلف في أمرين:

أولًا: الترجمة الوافية التي عقدها للإمام الغزالي في الجزء الثاني باعتباره أحد الشافعية.

ثانيًا: أنه خصص الجزء الثالث من الكتاب كله وهو مجلد ضخم يقارب ستمائة صفحة - خصصه لعلوم التصوف، ولقد لخص في هذا الجزء تلخيصًا وافيًا كتاب إحياء علوم الدين للغزالي وإن لم يصرح بذلك: فرؤوس الموضوعات وتقسيم شعب الدوحة السابعة هي عند الغزالي، كما أن عبارات الغزالي ترد بنصها في أماكن كثيرة، حتى لقد شكك البعض نسبة تأليف هذا الجزء إلى صاحبنا؛ وأيد ذلك حينًا أن المخطوطة التي اعتمد عليها ناشرو دائرة المعارف العثماثية بحيدر آباد لم نكن تشتمل على هذا الجزء الثالث، ولذلك طبع من مخطوطة أخرى وجدوها في لندن بعد طبع الجزأين الأول والثاني بما يقارب الثلاثين سنة" أ. هـ

وبعدما ذكر المحقق ما يتصف به كتاب (مفتاح السعادة) وأهميته لكونه أحد الكتب التي ألفها قبل وفاته وهو سابق في التأليف عن كتابه (الشقانق النعمانية) لذلك ذكر المحقق تقسيمات هذا الكتاب -أي مفتاح السعادة- ونهج مؤلفه فيه، فأخذ المحقق يدرس قسمًا قسمًا أو ما يسميها طاشكبري زاده (دوحة) ومن أراد المعرفة وزيادة العلم فليراجع مقدمة الكتاب ... وبالله التوفيق.

وبعد: ننقل إليك بعض ما ذكره طاشكبري زاده في كتابه "مفتاح السعادة" ما يوضح منهجه الديني والعقائدي، مع العلم أن أغلب الحنفية، وخاصة المتأخرين منهم -كموقف طاش كبري زاده- وخصوصًا الأتراك الروم منهم، الذين اتبعوا المذهب الحنفي، كانت تتصف عقائدهم بالماتريدية، والسلوك الصوفي، وما خالط ذلك السلوك من المعتقدات المنحرفة.

ونذكر الآن منهج المترجم له الصوفي في السلوك والعبادة وما يدعو إليه:

قال في (٣/ ١٦) حول المكاشفة: "وأما علوم المكاشفة: فمعرفة ذات الله سبحانه وتعالى