للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨. الحب:

يرى الشيخ المراغي أن حب الله تعالى وبغضه شأن من شئوونه لا نبحث عن كنهه ولا عن كيفيته (١)، وفي توضيح أكثر يؤكد الشيخ أن حبه تعالى منزه عن مشابهة حبنا كتنزه ذاته وسائر صفاته عن مشابهة ذواتنا وصفاتنا، ويظهر أثر حبه لعباده في أخلاقهم وأعمالهم ومعارفهم وآدابهم (٢).

فترى الشيخ هنا ترك التأويل، وآثر أن يثبت هذه الصفة بعيدًا عن التشبيه والتمثيل.

٩. السمع:

اكتفى المراغي -رحمه الله- في صفة السمع بتعريفها، قال:

"السمع صفة تدرك بها الأصوات أثبتها الله تعالى لنفسه".

١٠. السّاق:

في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: ٤٢] قال:

"أي فليأتوا بهؤلاء الشركاء ليعاونوهم إذا اشتد الهول وعظم الأمر يوم القيامة".

وهذا تأويل للساق على اعتباره ليس منسوبًا إلى الله سبحانه وتعالى، والمراد به الأمر العظيم.

ومال البيهقي لهذا المعنى، إذ حكم على حديث ينسب الساق للحق سبحانه بالضعف.

وقد وقع الشيخ رحمه الله في شيء من التشبيه غير المقصود، وإنما ساق إليه أسلوب التشبيه البلاغي".

ثم ذكر تعدد الزوجات في نظر الشيخ فقال صاحب الرسالة:

"وفي قضية تعدد الزوجات يشدد الشيخ على أن الأصل ألا يلجأ إليه إلا عند الضرورة، وقد سبق بسط هذه القضية في فصل القضايا الفقهية، ويأتي البحث هنا بما يخص موضوع المبحث من علاج لقضايا الأسرة.

استمع إليه وهو يقول:

"إن تعدد الزوجات يخالف المودة والرحمة وسكون النفس إلى المرأة، وهي أركان سعادة الحياة الزوجية، فلا ينبغي لمسلم أن يقدم عليه إلا لضرورة، مع الثقة بما أوجبه الله من العدل، وليس وراء ذلك إلا ظلم لنفسه وامرأته وولده وأمته" (٣).

وعن رأي المراغي في قضايا الغيب وحديث الآحاد قال صاحب الرسالة:

"سبق -القول- عن تأثر الشيخ المراغي بمدرسة المنار، وكان أحد وجوه ذلك التأثر رفضه لحديث الآحاد في العقائد".

ثم نقل صاحب الرسالة نماذج حول قول المراغي في رفض حديث الآحاد: "ففي تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إلا يَظُنُّونَ} [الجاثية: ٢٤] يقول: "وفي الآية إشارة إلى أن القول بغير بينة ولا حجة لا ينبغي أن يعوّل عليه، وأن اتباع الظن منكر عند الله" (٤).


(١) تفسير المراغي (٦/ ١٤٢).
(٢) المرجع السابق (١١/ ٢٧).
(٣) تفسير المراغي (٤/ ١٨٣). وانظر المنار (٤/ ٣٠٣).
(٤) نفس المصدر (٢٥/ ١٥٩).