للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يداك يدا جود فكف مفيدة ... وكف إذا ما ضن بالزناد تنفق

وقال عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} واليد، القدرة قال:

تحملت من عفراء ما ليس به ... ولا للجبال الراسيات يدان

وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} أي ما عظموه حق التعظيم على الوجه الذي يليق به، والقبضة من القبض وتطلق على المقدار المقبوض بيمينه أي بقدرته (١).

التعليق:

الشيخ المراغي في صفة اليد مؤوّل معطل لم يشم رائحة مذهب السلف في هذه الصفة. غفر الله لنا وله.

١٢. صفة الفوقية:

قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} أي أن الرب شأنه العزة والسلطان والعلو، والكبرياء {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} فلا ينبغي للمؤمن أن يتخذ وليًّا من عباده المقهورين تحت سلطان عزته المذللين لسنته التي اقتضتا حكمته، وعلمه بتدبير الأمر في خلقه (٢).

قال عند قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي يخاف هؤلاء الملائكة والدواب التي في الأرض ربهم الذي هو من فوقهم والقهر أن يعذبهم إن عصوه ويفعلون ما أمرهم به فيؤدون حقوقه ويجتنبون سخطه (٣).

١٣. صفة المعية:

قال عند قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}.

{وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}: أي وهو مطلع على أعمالكم أينما كنتم ويعلم متقلبكم ومثواكم (٤).

١٤. إثبات الرؤية:

قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}.

أي لا تراه الأبصار رؤية إحاطة تعرف كنهه عز وجل، ونحو الآية قوله: {يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ} ونفي إحاطة العلم لا يستلزم نفي أصل العلم، وكذلك نفي إدراك البصر للشيء، والاحاطة به لا يستلزم نفي الرؤية مطلقًا.

وبهذا يعلم أنه لا تنافي بين هذه الآية وبين الأحاديث الصحيحة الدالة على رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، فقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنكم سترون ربكم يوم القيامةكما ترون القمر ليلة البدر كما ترون الشمس ليس دونها سحاب) فالمؤمنون يرونه، والكافرون عنه يو مئذ محجوبون كما قال جل ثناؤه: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ


(١) تفسير المراغي (٢٤/ ٢٨).
(٢) نفس المصدر (٧/ ٩١).
(٣) نفس المصدر (١٤/ ٩١).
(٤) تفسير المراغي (٢٧/ ١٦٠).