للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلى كلمة لغوية ما أو جملة ما أو عبارة على ما عندهم من العلم والشواهد وغيرها مما يُسنُد اتجاههم في توضيح تلك المعلومة حتى لو كان القول قول المعتزلة أو الأشعرية أو غيرهما من فرق المسلمين الّذين حادوا عن سبيل الاعتقاد الصحيح لدى السلف، ولعل مثالا نسوقه إليك على صاحب الترجمة فإنّه يرشد إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الّذي استحدثته الصوفية وبعض عامّة المسلمين لأمور عبادية بدعية وأخرى عدائية وغيرها جاهليَّة، نسأل الله -تعالى- العافية ... هكذا يوجه العظمة الناس لأمر ما كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا على عهد صحابته من بعده ولا من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين. هذا منهج اعتمده صاحب الترجمة في موقف ما، ثمّ نذكر أنه تكلّم في صفة الاستواء بما تكلم به السلف الصَّالح والمعتقد الصحيح فيه، ففي وقت يميل إلى بعض بدع الصوفيّة وفي وقت آخر يميل ويتكلم كما قاله السَّلف، ولو أنّ القول بمولد الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - لا يوازي القول بصفة من صفات الله -تعالى- وخاصة القول بالاستواء - أي استواء الله تعالى على العرش -كما قالت المعتزلة بأن الاستواء يعني: الاستيلاء ... وغير ذلك مما تبعها من الانحرافات لديهم ولدى غيرهم من فرق المسلمين من بعدهم. وإليك بعض الأقوال للعظمة من كتب مختلفة ألفها في وقته:

قال في كتابه "حديث الثلاثاء" (١) (ص ٨) في بدعة عاشوراء في غير صومه:

"أما ما عدا الصيام فهو بدعة لم يسنّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه -رضي الله عنهم- ولا استحبّها أحد من أئمّة المسلمين، لكل بعض المتأخرين من أتباع الأئمة كانوا يدعون إلى جملة أعمال ويروون فيها آثارًا لم يصح شيء منها لدى العلماء المحققين، أدى إلى ظهور بعضها الخلاف قديمًا بين جهلة السنة والشيعة".

وقال في الاستعانة بغير الله -تعالى- واستنكارها، وفي الرقى والتعويذات (ص ٧٦):

"فلا شك أن الاستعانة بغير الله ضرب من الشرك في آية صورة من الصور التي يكون عليها، ومن ذلك هذه التمائم التي يعلّقها كثير من العامة ومَن في حكمهم من الخاصة، فهي في حقيقة معناها لجوء إلى غير الله -تعالى- في دفع السوء المتوقع وجلب الخير المرتقب. وكل ما لم يكن شرعيًا من ذلك كان ضربًا من الشرك".

ثم قال (ص ٧٧): "أما ما كان مشروعًا من الرقى (التعويذات) كأن يكون بأسماء الله أو بكلامه أو ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا غير داخل فيما نستنكره طبعا، فعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا نرقي في الجاهليَّة فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ . فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، وقد صرّحت بالتحذير من التمائم أحاديث عديدة".

ويقول بعدها: "ومن العجيب بعد هذا أن ترى في المسلمين في خرافات التمائم ما يُزري بهم، ويصوّر الإِسلام لمن لا يحرفه بصورة دين خرافي


(١) حديث الثلاثاء "الكتاب الثالث" سنة ١٩٦١ م- المطبعة التعاونية بدمشق.