للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأرض وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بحزيرة العرب والدّجّال وطلوع الشّمس من مغربها ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى - عليه السّلام- ونار تخرج من عدن، وهم ما كانوا منتظرين لأحد هذه الأمور الثلاثة وهي مجيء الملائكة أو مجيء الربّ أو مجيء الآيات القاهرة من الربّ، لكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظرين شبّهوا بالمنتظرين (١).

صفة المجيء

وقال عند قوله تعالى من سورة الفجر: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السّلطان بنفسه من أحكام هيبته وسياسته فإنّه عند حضوره يظهر ما لا يظهر بحضور وزرائه وسائر خواصّه وعساكره.

وقال الإمام أحمد: جاء أمره وقضاؤه على حذف المضاف للتّهويل، وفي التأويلات النّجمية تجلّى في المظهر الجلاليّ القهريّ (٢).

صفه العنديّة

قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} والعنديّة المكانية مستحيلة فتعيّن حملها على أنهم مقرّبون منه تعالى قرب التكريم والتّعظيم (٣) ... " أ. هـ

قلت: لقد جعله صاحب كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات .. " للمغراوي -وكما نقلناه منه آنفًا-: أن عقيدة إسماعيل حقي في تأويل الصفات على طريقة الرازي وأضرابه.

أي أنه أشعري الأصول، ينهج في التأويل منهج الأشاعرة.

لكن نقول: إن هذا القول غير دقيق، بل إسماعيل حقي يميل إلى مذهب الماتريدية وعلى كونه أيضًا حنفيًا، وكلامه في تأويل الأسماء والصفات أقرب إلى أصول الماتريدية من الأشعرية، رغم أن المتقدمين وخاصة في القرون المتقدمة هذه لا يكونون دقيقين في الكلام عن أصول مذهبهم، فهم يتذبذبون بين هذا وذاك، على ما بين الأشعرية والماتريدية من تقارب بين أصول معتقداتهم حول الأسماء والصفات وغيرها، مع أن صاحب كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" شمس السلفي الأفغاني، قد جعل المترجم له ضمن فصل "ذكر أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية وقال عنه: "إسماعيل حق مصطفى بن الإسلامبولي الخرافي الصوفي الاتحادي الخلوتي .. ترجم له الكوثري ترجمة واسعة وصرح بأنه غالٍ في وحدة الوجود".

ثم قال الأفغاني: "وهو مؤلف (روح البيان) تفسير مكتظ بالخرافات والشركيات، ووحدة الوجود .. " أ. هـ.

وذكر شمس الأفغاني كتابه "النجاة في التصوف والتوحيد" الذي جعله من مؤلفات الماتريدية والكلامية لديهم .. والله أعلم بالصواب.

وفاته: سنة (١٢٧ هـ) وقيل (١٣٧ هـ) سبع وعشرين وقيل سبع وثلاثين وألف ومائة.


(١) تفسير إسماعيل حقي (١/ ٦٩٣).
(٢) نفس المصدر: (٤/ ٦٤٧).
(٣) نفس المصدر: (١/ ٣٨٦).