للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السموات صعقوا، وخروا لله سجدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه الصلاة والسلام فيكلمه الله بالوحي بما أراد، فيمضي به جبريل عليه الصلاة والسلام على الملائكة كلما مرّ بسماء سماء يسأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل، فيقول - عليه السلام -: قال الحق. وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله تعالى من السماء والأرض)، وكذا رواه ابن جرير، وابن خزيمة عن زكريا بن أبان المصري عن نعيم بن حماد به.

وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم رحمه الله (١).

التعليق:

فاختيار ابن كثير لرأي الإمام ابن جرير، وتأكيده لذلك بروايته الأحاديث الدالة على أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت، يدل صراحة على مذهبه السلفي".

٥ - صفة الوجه: "قال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (*) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون، ويموتون أجمعون، وكذلك أهل السموات إلا ما شاء الله ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم، فإن الرب - تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت أبدًا" (٢).

٦ - صفة الإتيان والمجيء: "قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: ٢١٠].

يقول تعالى مهددًا للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} يعني يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والآخرين، فيجزى كل عامل بعمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، ولهذا قال تعالى: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} كما قال تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر: ٢١ - ٢٣].

وقال: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} الآية.

وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير ها هنا، حديث الصور بطوله من أوله. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث مشهور، وساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم، وفيه أن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدًا واحدًا من آدم فمن بعده، فكلهم يحيد عنها، حتى ينتهوا إلى محمّد - صلى الله عليه وسلم - فإذا جاؤوا إليه، قال: أنا لها، أنا لها، فيذهب فيسجد لله تحت العرش، ويشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد فيشفعه الله، ويأتي في ظلل من الغمام بعدما تنشق السماء وينزل من فيها من الملائكة ثم الثانية، ثم الثالثة، إلى السابعة، وينزل حملة العرش والكروبيون، قال: وينزل الجبار عزَّ وجلَّ في ظلل من الغمام


(١) تفسير ابن كثير: (٣/ ٥٣٦).
(٢) تفسير ابن كثير: (٤/ ٢٧٢).