أمة المسلمين: "وأهل الحق: هم الذين يعترفون بالأحكام المطابقة للواقع والأقوال الصادقة، والعقائد السليمة والأديان الصحيحة والمذاهب المتينة، والمشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري، من قبل أبي موسى الأشعري من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفي ديار ما وراء النهر الروم أصحاب أبي منصور الماتريدي" أ. هـ. ثم ذكر الكفوي بقية الطوائف وجعلهم تحت ما ليس بأهل القبلة، كالجبرية والقدرية والشيعة وغيرهم.
قلت: وقال في الإيمان (ص ٢١٢ - ٢١٧): "الإيمان المعدّى إلى الله: معناه التصديق الذي هو نقيض الكفر، .. وهو عُرفًا: الاعتقاد الزائد على العلم، كما في التقوى".
ثم ذكر الكفوي أقوال العلماء في الإيمان في فرق الأشاعرة كالرازي وغيره، ثم ذكر ما اختلفت فيه تلك الفرق من المحدثين والأشاعرة وبعض السلف، والمعتزلة والخوارج وأجاب على إشكالهم في: أن الإيمان هو التصديق بشرط الإقرار أو عدمه بعدها، قال: "والمذهب عندنا أن الإيمان فعل عبد بهداية الرب وتوفيقه، وهو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب، والتصديق بالقلب هو الركن الأعظم، والإقرار كالدليل عليه .. ".
وقال في القدرة وتعريفها (ص ٢٥٦)، وذكر الخلاف بين مدلول الصفة لله تعالى عند فرق المسلمين حيث قال: "الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية مبني على الخلاف في أن الاسم هل هو مشترك بين الدال والمدلول، كما هو عند جمهور الماتريدية أم لا كما هو عند الأشعري وجمهور أصحابه، وثمرة الخلاف تظهر في أن مدلول جميع الأسماء الإلهية من الصفات السلبيات والإضافيات، والصفات الثبوتيات والمتشابهات ثابت الاتصاف في الأزل وفيما لا يزال عندنا".
ثم تكلم في قوله تعالى {كُنْ فَيَكُونُ} وذكر أن الأشعري كان مراده بـ {كُنْ} هو: "حقيقة التكلم لا أنه مجاز عن الإيجاب ... فإن عنده -أي الأشعري- وجود الأشياء متعلق بكلامه الأزلي ... " فقال الكفوي: "وهذا مخالف لعامة أهل السنة؛ لأن أهل السنة يرون تعلق وجود الأشياء بخلق الله وإيجاده، وهذا الكلام عبارة عن سرعة حصول المخلوق بإيجاده" أ. هـ.
ثم قال في ص ٢٧٧ عند كلمة "تورية" وأنواعها منه "المجردة" ضرب المثال في تبين المعني لذلك قال في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: (إذ للاستواء معنيان: قريب وهو الاستقرار وبعيد وهو الاستيلاء وأنت تعلم أن الآية إذا جعلت على التمثيل فلا تورية فيها".
وقال في (ص ٥٤٨) في قوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: "بمعنى اعتدل أي قام بالعدل". وعلى هذا فقد أول صفة الاستواء بالعدل والاعتدال كما أورد آنفًا وليس كما قال السلف: أن الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والكلام فيه بدعة.
وقال في تعريفه لـ "الصفة"، بعدما عرّف الصفة وأنواع الصفة كالصفة الكاشفة والمخصصة وغيرهما: "وأما معتقد أهل الحق فالصفة هي ما وقع الوصف مشتقًا منها، وهو دال عليها، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه، فالمعني بالصفة ليس إلا هذا المعنى، والمعنى بالوصف ليس إلا ما هو دال على هذا المعنى بطريق الاشتقاق .. ".
ثم ذكر الصفة على اختلافها عند فرق المسلمين، والعلاقة بين الصفة والموصوف، ومنها الصفة النفسية حيث قال: "هي التي لا يحتاج وصف الذات بها إلى تعقل أمر زائد عليها