للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كالإنسانية والحَقّية والوجود والشيئية للإنسان"، ثم ذكر ما يقاربها من الصفات كالمعنوية والثبوتية ... إلخ ذلك.

ثم ذكر ما يقال في الصفة على المجاز فقال: "وقد يطلق بعض الأشياء على العبد حقيقة، وعلى الباري تعالى مجازًا كالاستواء والنزول وما أشبههما".

ثم قال: "فكل صفة تستحيل حقيقتها على الله تعالى فإنها تفسر بلازمها ... ".

ثم ضرب مثلًا لذلك فقال في قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}: "أي الجهة التي أمرنا بالتوجه إليها ... و {الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} أي: بقدرته واليدين استعارة لنور قدرته القائم بصفة فضله، ولنورها القائم بصفة عدله.

وقال في قوله تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ}: "فهو مجاز عن مظهر حكمه ومجازيته ... وكشف الساق: كناية عن الشدة والهول .. " إلى غير ذلك من الأمثلة التي قد أوّلها كما أوَّلتها الأشعرية والماتريدية، وفي موضوع الصفة في كتابه "الكليات" قد أطال، وذكر قول المحققين وأصحاب الكلام من الأشعرية والماتريدية وغيرهما كالمعتزلة وغيرهم، وقد سلك في كلامه ما اعتقده الماتريدية هو أقرب إليهم، بل هو منهم على ما يورده من كلام واعتقاد، والأشعرية في أغلب ما يتصف بصفات الله تعالى أو فيما اختلف فيه أصحابه -كما يقول- الماتريدية والأشعرية وأضرابهما ... والله أعلم.

وقد تكلم في صفة "القدرة" أيضًا (ص ٧٠٦) وذكر أقوال طوائف المسلمين على مختلف فرقهم كما أسلفنا.

وقال في صفة "القدم" (ص ٧٢٦): "في الحديث (حتى يضع الجبار فيها قدمه): أي الذين قدمهم من الأشرار فإنهم قدم الله للنار، كما أن الأخيار قدمه إلى الجنة، ووضع القدم مثل للرد والقمع، أي يأتي لجهنم أمر يكفها عن طلب المزيد .. ".

وقال في صفة "الكلام" ص ٧٥٦: "وكلام الله هو الكلام النفسي، والقرآن هو الكلام المعبر بهذه العبارات، والكلام لا يثنى ولا يجمع بخلاف الجملة .. ".

ثم قال: "ولا اختلاف بين الأشعرية والماتريدية رحمهم الله في أنه تعالى متكلم بكلام نفسي هو صفة له تبارك وتعالى قائمة به وإنما الاختلاف في أنه تعالى متكلم لم يزل مكلمًا فعند أكثر متكلمي الحنفية معنى المكلمية إسماع لمعنى ... وعند الأشعرية أن المتكلمية والمكلمية مأخوذان من الكلام لكن باعتبارين مختلفين .. ".

ثم ذكر اختلاف المسلمين في ذلك على كل مذهب ما ذهب إليه منهم، وقال: "وما يوجد في كتب علماء الكلام من التمثيل بالكلام النفسي في الشاهد فإنما هو الرد على المعتزلة والحنابلة في حصرهم الكلام في الحروف والأصوات ... "، ثم اطرد في سرد اختلاف العلماء في ذلك، وما قاله الجهمية من أن كلام الله تعالى مخلوق، وردّ عليهم أصحاب السنة في دحض كلامهم هذا المفترى ... وذكر الكفوي قوله في ذلك، وردّه على من قال بخلق القرآن، وقال: "نعم إثبات القرآن بمعنى الكلام النفسي عند القائل إنما هو بالتسرع" أ. هـ.

ومن ذلك يتبين اعتقاد الكفوي في كتابه