ولد: سنة (١٢٥١ هـ) وقيل (١٢٥٠ هـ) إحدى وخمسين وقيل خمسين ومائتين وألف.
من مشايخه: سليم العطار، وعبد الرحمن الكزبري وغيرهما.
من تلامذته: جمال الدين القاسمي، ومحمد سعيد الباني وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• تاريخ علماء دمشق:"أقرأ التفسير والحديث بين العشاءين في الجامع الأموي. تقيًا آية في الورع والتقى رطب اللسان بذكر الله، سليم الصدر يحب الفقراء والمساكين ويعود مرضاهم ويشيع جنائزهم تضلع في العلوم أي تضلع: ففي علم النحو لا يشق له غبار ... وكان إمامًا في الطريقتين، طريقة المصريين وطريقة الأتراك ولا سيما في الطريقة الثانية .. وهو من كبار المحدثين في عصره ... وكان آخر ما قرأه (المقاصد) للسعد التفتازاني. كان ينقل أراء أرباب النحل، ويرجح مذهب أهل السنة بالتفصيل والتحقيق.
وقد قالوا: إن مسائل العبادات والأحوال الشخصية كانت نصب عينيه. ومع أنه لم يكن يعني بأسرار الصوفية الغامضة كوحدة الوجود، ووحدة الشهود، والفناء، إلا أنّه كان يجل علوم القوم ويذكرهم بخير ويرى أن يكل إليهم بشأنهم ... شغله التعليم عن التأليف، فلم يترك كتبًا ولا رسائل .. " أ. هـ.
• قال صاحب "الكوكب الدري" حول تضلعه بالعلوم: (النحو والصرف والمنطق): لا أكون مغرقًا ولا مطريًا إذا قلت إن شيخي كان أنحى نحاة عصره في دمشق عاصمة قطر الشام فقد كاد علم النحو يكون معجونًا بحجيراته الجثمانية ساريًا بين كروياته الدموية، ولا ينبئك مثل خبير بإلقائه الدرس إذ أغلب كتب النحوكان يلقيها في حلقة درسه عن ظهر قلب كأنه مستظهر متن الكتاب وشروحه وحواشيه، وكان كلما قرر قاعدة نحوية يعللها ويؤيدها بشاهد من كتاب الله تعالى أولًا، ثم يبيت من شعر العرب العرباء ثانيًا، ثم يأتي على اختلاف النحاة، مع دليل كل منهم وبيان الأقوال المرجوحة والراجحة المؤيدة بالأدلة القوية الراجحة. وبهذه المناسبة أقول: كان لتعليم النحو في بلاد العرب الخاضعة لسلطان الدولة العثمانية طريقتان، إحداهما موروثة وهي عين طريقة مصر وأزهرها بدراسة الآجرومية وشروحها والأزهرية والقطر والشذور وشروح ألفية ابن مالك وحواشيها وتوضيحها وتصريحه مع دراسة قواعد الإعراب الممهدة السبيل لدراسة مغني اللبيب إلى آخر ما هنالك من كتب النحو التي ألف المصريون وغيرهم دراستها. والطريقة الثانية اضطرارية وهي طريقة علماء الأتراك العثمانيين بدراسة عوامل وإظهار البركوي وشرحه نتائج الأفكار، ثم كافية ابن الحاجب وشرحها للمنلاجامي.
وفي (تفسير كتاب الله تعالى) تتجلى مقدرته بالتفسير مما اقصه بإيجاز، فقد كان يقرأ بين العشائين في الجامع الأموي تفسير الخطيب الشربيني عن ظهر قلب بدون كتاب، بل يتلو الآية الشريفة وتفسيرها غيبًا بما جاء في كتاب التفسير مع الزيادة عليه بما آتاه الله تعالى من علم. أما تلاوة الآيات الشريفة غيبًا فمنشؤها استظهار القرآن الحكيم، وهذا واضح بنفسه. وأما تقرير