قال أيوب: رأيت أبا الشعثاء، وكان لبيبًا.
وقال قتادة يوم موت أبي الشعثاء: اليوم دُفِن علم أهل البصرة -أو قال: عالِمُ العراق.
وعن إياس بن معاوية، قال: أدركتُ أهل البصرة، ومُفْتيهم جابر بن زيد.
وعن أبي الشعثاء، قال: لو ابتُليتُ بالقضاء، لركبتُ راحلتي وهربتُ.
قال أحمد، والفلاس، والبخاري وغيرُهم: تُوفِّيَ أبو الشعثاء سنة ثلاثٍ وتسعين.
وشذَّ من قال: إنَّه تُوفِّي سنة ثلاثٍ ومئة. حديثه في الدواوين المعروفة. ." أ. هـ.
* البداية والنهاية: "كان لا يماكس في ثلاث، في الكري إلى مكة، وفي الرقبة يشتريها لتعتق، وفي الأضحية. وقال: لا يماكس في شيء يتقرب به إلى الله. وقال ابن سيرين: كان أبو الشعثاء مسلمًا عند الدينار والدرهم. قلت: كما قيل:
إني رأيت فلا تظنوا غيرُه ... أن التورع عند هذا الدرهم
فإذا قدرتَ عليه ثمَّ تركتهُ ... فاعلم بأن تقاكَ تقوى مسلم
. . . وقال حماد بن زياد: حدثنا حجاج بن أبي عيينة قال: سمعت هندًا بنت المهلب بن أبي صفرة - وكانت من أحسن النساء - وذكروا عندها جابر بن زيد فقالوا: إنه إباضي، فقالت: كان جابر بن زيد أشد الناس انقطاعًا إليَّ وإلى أمي، فما أعلم عنه شيئًا، وكان لا يعلم شيئًا يقربني إلى الله عزَّ وجل إلَّا أمرني به، ولا شيئًا يباعدني عن الله إلا نهاني عنه وما دعاني إلى الإباضية قط ولا أمرني بها، وكان ليأمرني أين أضع الخمار" أ. هـ.
* تقريب التهذيب: "أبو الشعثاء مشهور بكنيته: ثقة فقيه" أ. هـ.
* معجم المفسرين: "تابعي ثقة، فقيه مشهور، مفسر من الأئمة من أهل البصرة. أصله من عمان. . . وصفه الشماخي بأنّه أصل المذهب الإباضي وأسهُ الذي قامت عليه آطامه. انتهى. قال صاحب التراث العربي: لم تناقش مصادر ترجمته قضية آثاره، ولكنها تتفق على وصفه بأنّه عالم عظيم وقد يكون ممن ألفوا في التفسير، فقد وصلت إلينا بعض أقواله في الزهد عند أبي نعيم في الحلية. ." أ. هـ.
* قلت: من كتاب "دراسات إسلامية في الأصول الإباضية" نذكر ما نصّه: "يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى جابر بن زيد الذي أرسى قواعده الفقهية وأصوله. فهو إمام متحدث فقيه، وتبحر بعمق في الفقه، وأمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك وقد روى عن ابن عباس قال للناس: اسألوا جابر بن زيد فلو سأله المشرق والمغرب لوسعهم علمه.
وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة وله أتباع عديدون كعبد الله بن إباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة. ." أ. هـ.
ومن كتاب "الأصول التاريخية للفرقة الإباضية": "سميت الإباضية بهذا الاسم نسبة إلى عبد الله بن إباض الذي تعتبره المصادر غير الإباضية مؤسس المذهب الإباضي. أمّا العلماء