للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شاء الله تعالى والله ولي التوفيق ..

قلت: إن نسبة التشيع إليه، كما ذكر صاحب روضات الجنات بقوله: ونسبة التشيع إليه في بعض مصنفات الأصحاب، وكأنه يشرح كتاب "من لا يحضره الفقيه" لمولانا محمّد تقي المجلسي ... إلي آخر كلام الخوانساري .. وأيضًا لما ذكر من شرحه لـ "تذكرة" نصير الدين الطوسي في الهيئة وغير ذلك مع أن الخوانساري ذكر بنفسه أنه: "في متأخري علماء العامة ... أي علماء السنة.

إذن الإشارة إلي تشيعه هو ما ذكرناه عن الخوانساري آنفًا، وإنّا قد اعتمدنا في تعليل ونفي إثبات التشيع له، والإمامة في التشييع والرأس فيها -كما زعموا- من مصفنها "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" (١) في التفسير فتوجه لدينا مما نقلناه منه: أنه سني، معتقده علي طريقة أهل الكلام من الأشعرية والماتريدية، وهو أقرب للأشعرية، مع ما يورده من نصوص للمعتزلة في تفسيره هذا كرأي آخر دون التعليق عليه في بعض المواضع؛ لأن التفسير عبارة عن نقولات كما ذكر هو ي مقدمته - من تفسيري الرازي والزمخشري، والأول أشعري المعتقد والثاني معتزلي كما هو معلوم. مع السلوك الصوفي عنده، ولعل هذا يؤيده ما قاله الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب (٢) حول تفسير القمي هذا (ص ٥٣) من كتابه "اتجاهات التفسير في العصر الراهن": "إذا مر علي آية من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكون فإنه يخوض في أسرار الكون وكلام الطبيعيين والفلاسفة، وتساقطت إليه، هذه النزعة العلمية يتسبب مما يلي:

الأول: التفسير الكبير للفخر الرازي، الذي اختصر تفسيره منه.

والثاني: قدرته علي تأويل الآيات بلسان أهل الحقيقة، ومتفلسفة الصوفية الذين يرون أن لكل لفظة في القرآن ظهرًا واحدًا مطلقًا" أ. هـ.

ثم ذكر بعض الأمثلة لذلك، كما سوف نذكر نحن أمثلة نبين سلوكه الصوفي هذا.

وأيضًا تجدر الإشارة إلي أنه -أي النظام النيسابوري- يعتمد في أدلته الحديثية عند التفسير على الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها من كتب الحديث المعتمدة لدي السنة، ولم نجد أدلة حديثية من كتب الشيعة المعتمدة عندهم في الحديث كالكافي وغيره.

مع أننا قد تتبعنا مواضع في تفسيره هذا التي يعتمدها أئمة الشيعة في تفاسيرهم علي الولاية والغلو في آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه - وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلم نجده، قد أولها أو صرفها كما صرفت الشيعة تلك الآيات لمعتقدها وأصولها، بل فسرها بما يفسرها أهل السنة في تفاسيرهم علي اختلاف مشاربهم


(١) "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" لنظام الدين الحسن بن محمّد القمي النيسابوري. ضبط نصه وآياته وأحاديثه الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية (بيروت- لبنان) - الطبعة الأولى (١٤١٦ هـ-١٩٩٦ م).
(٢) "اتجاهات التفسير في العصر الراهن" الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب، مكتبة النهضة الإسلامية، ط (٣).