للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال في (٦/ ١٧٩٦): ""الواسع" مشتق من السعة، وهي تستعمل حقيقة باعتبار المكان، وهي لا يمكن إطلاقها على الله تعالى بهذا المعنى، ومجازًا في العلم والإنعام، والممكنة والمغني، قال تعالى: {وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} (١) وقال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (٢) ولذلك فسر الواسع بالعالم المحيط علمه بجميع المعلومات كليها وجزئيها، موجودها ومعدومها، وبالجواد الذي عمت نعمته، وشملت رحمته كل بر وفاجر، ومؤمن وكافر، وبالغنى التام الغنى المتمكن مما يشاء وعن بعض العارفين: الواسع الذي لا نهاية لبرهانه، ولا غاية لسلطانه، ولا حد لإحسانه" أ. هـ.

وقال في الاستواء، في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٢/ ٦١٩)، ذاكرًا قول الإمام مالك: "قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" أ. هـ. وهذا ما واجه به قول المعتزلة وهو رد صحيح، وحجة بالغة.

وقال الطيبي في صفة الممل من حديث عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا). (٤/ ١٢١٢): "قوله: "لا يمل" (قض": الملال فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء، فيوجب الكلال في الفعل والإعراض عنه. وأمثال ذلك على الحقيقة إنما يصدق في حق من يعتريه التغير والانكسار، فأما من تنزه عن ذلك فيستحيل تصور هذا المعنى في حقه، فإذا أسند إليه، أول بما هو منتهاه وغاية معناه، كإسناد الرحمة، والغضب، والحياء، والضحك إلى الله تعالى، فالمعنى -والله أعلم- اعملوا حسب وسعكم وطاقتكم، فإن الله تعالى لا يعرض عنكم إعراض الملول، ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم من نشاط وأريحية. فإذا فترتم فاقعدوا، فإنكم إذا مللتم عن العبادة وأتيتم بها على كلال وفتور، كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول عنكم" أ. هـ.

وقال في (٤/ ١٢١٧) من حديث: (عجب ربنا .. ): "أي عظم ذلك عنده، وكبر لديه، وإطلاق التعجب على الله مجاز، لأنه لا يخفى عليه أسباب الأشياء، والتعجب تغيير يعتري إنسان من رؤية ما خفى عليه سببه، وقيل: (عجب ربنا) أي رضي وأناب، والأول أوجه، لقوله تعالى للملائكة: (انظروا إلى عبدي) على سبيل المباهاة" أ. هـ.

وقال في (٤/ ١٢٥٢) من حديث أبي أمامة: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من الركعتين يصليهما .. ): "قوله: "بمثل ما خرج منه قال ابن فورك: الخروج على وجهين: أحدهما خروج الجسم، وذلك بمفارقة مكانه واستبداله مكانا آخر، وذلك محال على الله تعالى، والثاني ظهور الشيء من الشيء كقوله: خرج لنا من كلامك نفع وخير، أراد ظهر لنا من كلامك خير. وهذا هو المراد. فالمعنى: ما أنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأفهم عباده. ثم قال ابن فورك: وقد قال قائلون: إن الهاء في قوله "خرج منه" عائد إلى العبد وخروجه منه وجوده على لسانه، محفوظا في صدره، مكتوبا بيده. "شف": أي ظهر الحق


(١) غافر (٧).
(٢) الطلاق (٧).