للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيه في غير الصحيحين، فذكر حديث: "من يجيبني إلى هذا الأمر، ويؤازرني على القيام به يكن أخي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي من بعدي".

وقال: كلام مفترى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: فإن قيل: فهذا الحديث قد ذكره طائفة من المفسرين، والمصنفين في الفضائل، كالثعلبي والبغوي وأمثالهما، والمغازلي.

وقيل له: مجرد رواية هؤلاء لا توجب ثبوت الحديث باتفاق أهل العلم بالحديث، فإن في كتب هؤلاء من الأحاديث الموضوعة ما اتفق أهل العلم على أنه كذب موضوع، وفيها شيء كثير يعلم بالأدلة اليقينية السمعية العقلية أنها كذب بل فيها ما يعلم بالاضطرار أنه كذب) أ. هـ.

قلت: وبعدما نقلنا من أقوال العلماء والمحققين في مكانته العلمية واعتقاده، نذكر الآن ما يوجه كلامنا، وما رأيناه من خلال تفسير البغوي، وما كتبه المغراوي في كتابه: "المفسرون بين التأويل والإثبات في إثبات الصفات" عن معتقده استخراجًا من تفسيره هذا حيث قال المغراوي:

(الإمام البغوي، سلفي في عقيدة الأسماء والصفات يثبت لله ما أثبت لنفسه، له مقدمة مفيدة في كتابه شرح السنة بين فيها عقيدة السلف في الأسماء والصفات.

قال في شرح حديث ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين (١).

قال الشيخ الإمام: والأصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عزَّ وجلَّ، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح.

وقال في شرح حديث "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير" (٢).

ثم ذكر أحاديث "لا تزال جهنم يلقى فيها، وتقول هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه" (٣) وفي رواية أبي هريرة "حتى يضع الله رجله فيها".

وفي حديث أبي هريرة في آخر من يخرج من النار فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة (٤).

وفي حديث جابر "فيتجلى لهم فيضحك" (٥).

وفي حديث أنس وغيره: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره". فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضًا فيها عن التأويل مجتنبًا عن التشبيه معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات


(١) حديث صحيح أخرجه أحمد (٢/ ١٦٨) ومسلم (٤/ ٤٥).
(٢) أخرجه البخاري في التهجد، الباب ١٤، ومسلم في المسافرين رقم الحديث: (١٦٨ - ١٧٠).
(٣) أخرجه البخاري في التفسير (٥٩٥/ ٨)، ومسلم في كتاب الجنة (٢١٨٧/ ٤).
(٤) أخرجه البخاري في الرقاق (٤١٩/ ١١)، ومسلم في الإيمان (١٧٣/ ١).
(٥) أخرجه مسلم في الإيمان (١٧٧)، وأحمد (٣٣٥/ ٣).