أمةٍ من الأمم ... وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو:
صفْ خُلق خَودٍ كمثلِ الشمس إذ بزغت ... يحظى الضجيع بها نجلاء معطار
قال تلميذه: النضرُ بن شميل: جاءه رجل من أصحاب يونس يسأله، فأطرق الخليل يفكر، وأطال حتى انصرف الرجل فعاتبناه. فقال: ما كنتم قائلين فيها؟ قلنا: كذا وكذا، قال: فإن قال كذا وكذا؟ قلنا: نقول كذا وكذا. فلم يزل يغوص حتى انقطعنا وجلسنا نفكر فقال: إن المجيب يفكر قبل الجواب، وقبيح أن يفكر بعده ... وكان مع ذلك صالحًا قانعًا.
وقال الواحدي في (تفسيره): الإجماع منعقد على أنه لم يكن أحد أعلم بالنحو من الخليل قاله ابن الأهدل" أ. هـ.
• مشاهير علماء البصرة: "قال سفيان بن عيينة: من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد" أ. هـ.
• قلت: قال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول: في كتاب كذا وكذا مسألة كُفر. وقال العباس بن مصعب: سئل النضر عن الكتاب الذي ينسب إلى الخليل ويقال له كتاب (العين) فأنكره فقيل له: لعله ألفه بعدك فقال: أوَ خرجت من البصرة حتى دفنت الخليل بن أحمد.
وفي هذا الكلام نظر:
١ - أن النضر قال: أقمت بالبادية أربعين سنة.
٢ - ذكروا من تصانيف النضر كتاب (المدخل إلى العين).
٣ - أن الخليل لم يحش الكتاب كله وإنما فعل ذلك علماء مثل الليث بن نضر وآخرون.
وقد حقق في هذه المسألة -أي بنسبة كتاب العين للخليل- الدكتور إبراهيم السامرائي في مائة وخمسون صفحة تقريبًا فأفاد وأجاد ونشر في مجلة الحكمة الصادرة في بريطانيا.
قال ثعلب: إنما وقع الغلط في كتاب العين لأن الخليل لم يحشه ولو كان حشاه ما بقي فيه شبه، لأن الخليل رجل لم ير مثله وقد حشى الكتاب قوم علماء إلا أنه لم يؤخذ عنهم رواية وإنما وجد بنقل الوراقين ولذلك اختل الكتاب ... انتهى ملخصا كما في السير (٧/ ٤٣٠) والمعجم العربي نشأته وتطوره (٢/ ٢٥٤ - ٢٧١).
من أقواله: في المنتظم: "قال الخليل: ثلاث تيسر المصائب: حرّ الليالي، والمرأة الحسناء، ومحادثة الرجال.
وأنشد لنفسه:
يكفيك من دهرك هذا القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت"
وفي وفيات الأعيان: "قال عبيد الله بن محمّد بن عائشة: كان الخليل يحج سنة، ويغزو سنة حتى مات.
ومن كلامه: لا يعلم الإنسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره ... وكان يقول: أكمل ما يكون الإنسان عقلًا وذهنًا إذا بلغ أربعين سنة، وهي السن التي بعث الله تعالى فيها عمدًا - صلى الله عليه وسلم -، ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثًا وستين سنة، وهي السن التي قبض فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر".