للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم".

والذي أراه أن هذه الأدلة لا تكفي للقول بتشيعه فقد صرح ابن النديم نفسه بمذهب نفطويه وأنه كان يتفقه على مذهب داود الظاهري. وصرح تلميذه وراويته أَبو عبيد الله المرزباني بأنه كان فقيهًا عالمًا بمذهب داود الظاهري رأسًا فيه يسلم له ذلك جميع أصحابه. كذلك ذكر ابن النديم والمرزباني وغيرهما صلاة البربهاري عليه عند وفاته. وأَبو محمد البربهاري رئيس الحنابلة في عصره. ولا يعقل أن يفعل البربهاري ذلك مع شيعي بارز في وقت كان فيه الصراع محتدمًا بين الحنابلة والشيعة.

كما أن المقتطفات التي اقتبستها عنه المصادر لا تعكس اتجاهًا شيعيًا، بل هو يمتدح معظم الخلفاء العباسيين رغم سوء صلتهم بالعلوين.

وكان نفطويه على صلة بالأكابر في دولة بني العباس كالوزير حامد بن العباس ومع ذلك فثمة احتمال؛ لأن يكون نفطويه قد ساق أخبارًا في صالح العلوين لكنها لم تقع إلينا فيما اقتبسته عنه المصادر، وهذا يتفق مع عبارة مسلمة: "كانت فيه شيعية" التي لا تكفي للقطع، والفرق ظاهر بينهما وبين القول أنه كان شيعيًا.

وإنما ناقشت ذلك لأن الكتابة التاريخية كثيرًا ما تتأثر بميول وعقائد الرواة، ولابد من تمييز مذاهبهم وعقائدهم الدينية واتجاهاتهم السياسية عند محاولة تمحيص مادتهم وتعريضها لعملية النقد التاريخي".

ثم قال أيضًا: "ولكن يبدو من الحديث الذي خرجه له الخطيب وتعقبات الدارقطني عليه أنه كان أحيانًا يهم وهمًا قبيحًا ما عبر الدارقطني، ولعل مثل هذه الأوهام هي التي جعلت الدارقطني يضعفه. وهذا يختلف عن الجرح بسبب الكذب أو الاتهام في الخلق والدين. كما أن الدارقطني يزنه بمقاييس المحدثين ويحكم عليه كمحدث أما في رواية الأخبار فلا شك في صدقه وتعديله".

وقال: "ذكرت مصادر ترجمته عرضًا بعض آرائه في الفقه والكلام واللغة والنحو والأدب والشعر. ونظرًا لفقدان مصنفاته وعدم ورود مقتطفات عنه في المصادر الموجودة تتعلق بآرائه الخاصة، لذلك فمن المفيد عرض هذه المعلومات الضئيلة عن آرائه الخاصة رغم أنها لا تعطي تقييمًا واضحًا. ففي الفقه قيل إنه يذهب إلى تأول السلام على أهل الكتاب. وكان على مذهب داود الظاهري في الفروع.

وفي الكلام كان يعاطى الكلام على مذهب الناشيء، وهو متكلم شيعي، وكان يقول بقول الحنابلة إن الاسم هو المسمى، وجرت بينه وبين الزجاج مناظرة أنكر الزجاج عليه موافقته الحنابلة على ذلك" أ. هـ.

من أقواله:

من وفيات الأعيان: "قال ابن خالويه: ليس من العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أَبو عبد الله سوى نفطويه" أ. هـ.

ومن بغية الوعاة: "وكان بينه وبين أبي دريد منافرة، وهو القائل نيه: