للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

• قلت: ونذكر الآن ما قال عبد الرحمن اللويحق في كتابه "الغلو في الدين" حول الغلوفي مفهوم الجماعة حيث قال (٢١٠):

"ولقد وقع الغلو في مفهوم الجماعة في العصر الحديث حيث اعتقد بعض الناس المنتمين لجماعة من الجماعات أن جماعتهم جماعة المسلمين، وجعلوا كل حديث ورد في النهي عن مفارقة الجماعة منزلًا على جماعتهم الخاصة، وسأورد مثالين من كتابات بعض المنتمين لبعض الجماعات فيما يلي:

المثال الأول: يقول الشيخ سعيد حوى -رحمه الله-: "إنه من استقراء عام لجميع النصوص ولواقع المسلمين الحالي، واحتياجهم نستطيع أن نحدد مواصفات الجماعة التي تعتبر جماعة المسلمين، والتي يجب على كل مسلم أن يضع يده بيدها، كفتوى عصر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) .. ومع أن المرشد الأول والثاني للإخوان المسلمين لم يعتبرا من سوى الإخوان المسلمين خارجًا عن جماعة المسلمين، ومع أنه لم يزل فقهاء الدعوة المعتمدون يعتبرون الإخوان المسلمين جماعة من المسلمين تسعى لأن تتحقق بمواصفات جماعة المسلمين، وأنها متى استطاعت أن تطور نفسها نحو ذلك فعندئذ تصبح جماعة المسلمين، مع أن فقهاء الدعوة المعتمدين يعتبرون أن الأمر كذلك، فإن الأدلة كلها -كما سنرى- تدل على أن هذه الجماعة هي أقرب الجماعات على الإطلاق، لأن تكون جماعة المسلمين، ولا ندعي العصمة، ولكن غيرنا كذلك غير معصوم، ولا ندعي الكمال، وغيرنا كذلك ليس كاملًا".

قلت: والمثال الثاني في ذلك هو شكري مصطفى ولكن اقتصرنا على المثال الأول لصاحب الترجمة.

ثم نقول: هل لسعيد حوى مسلك صوفي؟ يجيب عليه صاحب كتاب (تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي "بقوله (١١٢): "ومما يؤسف له أن بعض الدعاة المعاصرين الذين نهلوا من المناهل الصوفية -رغم بعض مواقفهم الإيجابية في رد جملة من الفكر الصوفي الساقط- لم يستطيعوا التخلص من هذه العقيدة الباطلة، فيقول الشيخ سعيد حوى (١) -وهو يذكر الدور الذي يجب أن يضطلع به الشيخ الصوفي في التربية والتعليم-: "وهذا لا يتأتى للشيخ إذا لم يكن عالمًا في الكتاب والسنة، قادرًا على تربية النفس البشرية، محيطًا بعلوم الإسلام والثقافة الإسلامية، عارفًا بعصره وبالتاريخ" (٢) أ. هـ.

وفاته: سنة (١٤٠٩ هـ) تسع وأربعمائة وألف.

من مصنفاته: "الأساس في التفسير"، و"الأساس في اللغة"، وكتاب "الإسلام"، "الخمينية" شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف، وغير ذلك.


(١) كاتب صوفي معاصر له كلمات جيدة في بيان عوار الفكر الصوفي لكنها قليلة.
(٢) تربيتنا الروحية (٢٢٥).