للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم فسّر معنى "القلم" في سورة العلق (٢٠/ ١٢٠): وذكر ثلاث مسائل، وجعل رواية "أول ما خلق الله القلم .. " الحديث وغيرها ثابتة وصحيحة، وقسّم الأقلام إلى ثلاث .. القلم الذي خلق الله تعالى بيده، وأقلام الملائكة، وأقلام الناس .. وفي ذلك اتساع وللمزيد فليراجع كتب التفسير، وفي ذلك فائدة ذكرناها .. والله تعالى الموفق.

قال سعيد حوى في اليد في سورة آل عمران (٢/ ٨٠٠) في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ .. } الآية: "أي الأمور كلها تحت تصرفه، وهو المعطي المانع، يمنّ على من يشاء بالإيمان والعلم، والتصرف التام .. " أ. هـ.

وقال في سورة المائدة (٣/ ١٤٣٧) في قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: "أي بخيلة، قال ابن عباس: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكن يقولون بخيل يعني: أمسك ما عنده بخلًا، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا" أ. هـ.

ثم نقل قول ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} من سورة الفتح (٩/ ٥٣٦٠) عن معنى اليد.

وقال في صفة المجيء من سورة الفجر (١١/ ٦٥١٨) في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}: (قال ابن كثير: فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء، كما يشاء والملائكة يجيئون بين يديه صفًّا، وقال النسفي: أي: ينزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفًّا بعد صف محدقين بالجن والإنس" أ. هـ. ثم يكرر كلام ابن كثير في المجيء (١١/ ٦٥٢٣).

وقال في معنى "أعيننا" في قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا .. } الآية (٥/ ٣٥٥٦): "قال ابن كثير: بمرأى منا.

أقول: في ذلك تطمين له من أن يزيغ في صنعته عن الصواب" أ. هـ.

ثم يذكر معنى أعيننا في مواضع أخرى كما في (٧/ ٣٦٤٢) و (١٠/ ٥٦٠٩) يذكر فيها قول ابن كثير أيضًا، والنسفي.

وقال في معنى الكرسي في تفسير آية الكرسي (١/ ٥٩٦):

{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: للعلماء في تفسير الكرسي هنا أقوال. منهم من فسّره بالعلم، ومنهم من فسّره بالعرش، ومنهم من فسّره بمخلوق عظيم محيط دون العرش، ومنهم من فسّره بالقدرة، ومنهم من فسره بالملك، وقد ذكر ابن كثير ذكر تفسير الكرسي هنا بالعلم، نقلًا عن ابن عباس. ومن عادته في هذه الحالة، أن يقدم الأرجح عنده، ثم نقل قول ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن المسيب مثله. ونستطيع أن نقول: إن أجود ما يفسر به الكرسي، إن أخرجناه عن لفظه هذا التفسير. وأما إذا لم تخرجه عن لفظه، فأجود ما يقال فيه، ما قاله ابن كثير، والصحيح، أن الكرسي غير العرش. والعرش أكبر منه، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وإذن صار معنى النص على القول الأول: أحاط علمه السماوات والأرض. وعلى القول الثاني: إن كرسيه الذي هو دون العرش، محيط بالسماوات والأرض، ومن كان مثل هذا خلقه، ما أعظمه".