للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو غلط؛ فإن الذي وضعه صصّه-بتكرير الصاد المهملة، الأولى منهما مكسورة، والثانية مفتوحة مشددة، ثم هاء ساكنة في آخره-ابن داهر الهندي، وضعه للملك شيرام، بكسر الشين المعجمة، وسكون المثناة من تحت، وبالراء بعد الياء، والميم (١)، وذلك أن أردشير-بفتح الهمزة والدال المهملة بينهما راء ساكنة، وكسر الشين المعجمة، وسكون المثناة تحت، آخره راء-ابن بابك أول ملوك الفرس الأخيرة قد وضع النرد، ولذلك قيل له: النردشير، نسبة إلى واضعه المذكور، وجعله مثلا للدنيا وأهلها، فرتب الرقعة اثني عشر بيتا بعدد شهور السنة، وجعل القطع ثلاثين قطعة بعدد أيام كل شهر، وجعل الفصوص مثل القدر وتقلبه بأهل الدنيا، فافتخرت الفرس بوضع النرد، وكان ملك الهند يومئذ بلهيت، بفتح الموحدة، وسكون اللام، وفتح الهاء، وسكون المثناة من تحت، ثم مثناة من فوق) (٢).

قال الشيخ اليافعي: (واسم الملك المذكور مخالف لما تقدم (٣) أن اسم الملك الذي وضع له الشطرنج: شيرام، ويحتمل أن يكون أحد اللفظين اسما له، والآخر لقبا) اهـ‍ (٤)

ويحتمل أنه يوم وضعت الفرس النرد كان ملك الهند بلهيت، ثم ولي بعده شيرام، فوضع صصه الشطرنج في أيامه، والله سبحانه أعلم.

فلما وضع الشطرنج .. قضت حكماء ذلك العصر بترجيحه على النرد.

ويقال: إن صصه لما وضعه وعرضه على الملك المذكور .. أعجبه عجبا شديدا، وأظهر الشكر والسرور على ما أنعم عليه في ملكه بها وقال لصصه: اقترح علي ما تشتهي، فقال: أقترح أن تضع حبة بر في البيت الأول، ولا تزال تضعّفها في كل بيت حتى تنتهي إلى آخرها، فمهما بلغ .. تعطيني، فاستصغر الملك ذلك، وأنكر عليه كونه قابله بالنزر اليسير التافه الحقير وكان الملك قد أضمر له شيئا كثيرا، فقال صصه: ما أريد إلا هذا، فأجابه إلى مطلوبه، وأمر أرباب الديوان أن يحسبوه فقالوا: ما عندنا حب يفي بهذا، ولا بما


(١) في «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٥٧) المنقول منه: (شهرام، بكسر الشين المعجمة).
(٢) «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٥٧).
(٣) أي: في كلام ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٥٧)؛ فإنه ذكر اسم الملك أولا أنه: شهرام، ثم ذكر أنه: بلهيت.
(٤) «مرآة الجنان» (٢/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>