أبو محمد الفقيه الإمام العلامة، الملقب بمؤتمن الدين.
كان عالما بارعا، مجتهدا مبرزا، مشاركا في كثير من العلوم.
ومن مصنفاته: كتاب «جواهر الأخبار»، وكتاب في الفرائض والحساب، وآخر في المساحة.
ولي القضاء الأكبر أيام الصليحيين، ثم أيام جياش.
وكان الأمير أسعد بن شهاب الصليحي يثني عليه ثناء مرضيا ويقول: أقام الحسن عني بأمور الشريعة قياما يؤمن عيبه ويحمد غيبه، هذا ثناؤه عليه مع مباينته له في المذهب، والفضل ما شهدت به الأعداء، وكان جياش يجله ويكرمه ويعظمه، وهو الذي لقبه بمؤتمن الدين، وهو جدير بذلك.
وكان مع غزارة علمه وجلالة قدره شاعرا فصيحا مترسلا، وإليه تنسب الخطب العقامية، وقصيدته النونية تدل على اتساع علمه وعلو همته، وهي التي يقول فيها: [من المتقارب]
إذا لم تسد في ليالي الشباب ... فلا سدت ما عشت من بعدهنّه
وهل جل عمرك إلا الشباب ... فخذ منه حظا ولا تهدرنّه
إذا ما تحطّم صدر القناة ... فلا ترجونّ من الزج طعنه
فلا وأبي ما أضعت الشباب ... فحرمته تحت ظل الأكنّه
ولكن سعيت لجمع العلوم ... كسعي أبي قبل في كسبهنّه
فأبن إليّ بوافرهنّ ... كأوب الطيور إلى وكرهنّه
فرحب جناني حواء لهن ... وغرب لساني ذليق بهنّه
إذا ما أجل في ميادينهن ... أجل يسرة ثم شاما ويمنه
محلّي حدا بي سعاة الرجال ... وتقصر عن من ورائي الأعنه
وعن فنن المجد ذوت الرجا ... ل فأخلوا وخيمت في كل فنّه
فسل بي ذا القرن أنى سأل ... ت يقل سائر القوم لم نر قرنه
كلام إذا أنا أصدرته ... فكالمخذم العضب فارق جفنه
يسير مع الشهب أنى تسير ... وقد ودت الشهب أن لو يكنّه
فهل قد رأيتم فتى قط مثلي ... لعشرين علما يفرغ ذهنه