وما التيه شأني ولكنني ... أحدثكم عن إلهي بمنه
فقد قال لي اشكر ولا تكفرن ... وحدث بصنعي ولا تكتمنه
وقال الرسول أنا ابن الذبيح ... وخير البرية هديا وسنه
ومن شعره: [من الكامل]
نحن الذين متينة أوصالنا ... في الدين لا قطع الردى أوصالنا
هذا الذي أوصى به جد لنا ... لمحا بمجد جدوده أوصى لنا
ومن شعره ما قاله جوابا للمعري حين قال: [من الطويل]
ولما رأينا آدما وفعاله ... وتزويجه لابنيه بنتيه في الدنا
علمنا بأن الناس من أصل زنية ... وأن جميع الخلق من عنصر الزنا
فأجابه الحسن:
لعمرك أما فيك فالقول صادق ... وتكذب في الباقين من شط أو دنا
كذلك إقرار الفتى لازم له ... وفي غيره لغو بذا جاء شرعنا
أرسله جياش بن نجاح إلى موزع يخطب له امرأة من الفرسانيين، فأوصلهم الرسالة، فأجاب بعض الأولياء، وامتنع الباقون، وسأله بعضهم عن حكم المسألة فقال: إذا لم ترض المرأة والأولياء أجمع .. لم يصح النكاح، فأصروا على الامتناع، فرجع إلى جياش وأخبره بامتناعهم، ويقال: إنه الذي أشار عليهم بالامتناع وقال: إنه ليس كفؤا لها، وفيه عار عليكم؛ لكون الفرسانيين وبني عقامة ينتسبون جميعا إلى تغلب بن وائل إحدى قبائل ربيعة بن نزار، فلم يزل جياش يرغبهم بكثرة العطاء حتى زوجوه المرأة، فلما زفت إليه ..
سألها عن سبب امتناعهم أولا، فأخبرته بمقالة القاضي لهم، فحمل عليه في باطنه، ثم قتله ظلما وعدوانا لبضع وثمانين وأربع مائة.
وكان جياش قد اتصف بالعدل حين صحب الحسن، فلما قتل الحسن .. أنكر الناس منه ذلك، ونسبوه إلى الظلم، ونقموا عليه، فقال الحسين ابن القم في ذلك: [من الرجز]
أخطأت يا جياش في قتل الحسن ... فقأت والله به عين الزمن
ولم يكن منطويا على دخن ... مبرأ عن الفسوق والدرن
والاكم في السر منه والعلن ... لقبته في دينه بالمؤتمن