للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّفراء (١) .. قسّم النّفل-أي: الغنيمة-وأمر بقتل النضر بن الحارث بالصفراء، وأمر بقتل عقبة بن أبي معيط بعرق الظّبية (٢)، فلما كان صلّى الله عليه وسلم بالروحاء .. لقيه المسلمون يهنّئونه، ودخل المدينة قبل الأسرى بيوم، ولما قدم بالأسارى .. فرّقهم بين أصحابه وقال: «استوصوا بهم خيرا» (٣)، واستمر فداؤهم على أربعة آلاف درهم، ومنهم من نقص عنه، ومنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم على بعضهم بغير فداء.

وكانت وقعة بدر يوم الجمعة سابع عشر شهر رمضان، على رأس سنة وثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة من الهجرة، وسمي يوم بدر باسم المكان الذي جرت فيه الوقعة؛ وهو ماء معروف وقرية عامرة على نحو أربع مراحل من المدينة.

قال ابن قتيبة: (وهي بئر لرجل يسمى: بدرا، سميت باسمه) (٤).

ومن أسمائه في كتاب الله العزيز: يوم الفرقان؛ وهو يوم التقى الجمعان، ويوم اللزام، ويوم البطشة الكبرى.

وفي هذه السنة بعد بدر: غزوة بني قينقاع يهود المدينة (٥)، رهط عبد الله بن سلام، وكانوا أول ناقض للعهد من اليهود، فحاصرهم النبي صلّى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فوهبهم في أنفسهم لحليفهم عبد الله بن أبي، وأخذ أموالهم، وكان لعبادة بن الصامت منهم من الحلف مثل ما لعبد الله بن أبي، فتبرأ منهم، قيل: نزل فيه وفي عبد الله بن أبي قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ} الآية.

وبعد بدر غزوة السّويق (٦)، وسببها: أن أبا سفيان بن حرب بعد بدر حلف ألاّ يمسّ رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا، فخرج في مائتي راكب، فلما كان على بريد من المدينة .. خرج في الليل حتى أتى حييّ بن أخطب، فضرب بابه، فخافه وأبى أن يخرج


(١) الصفراء: واد بناحية المدينة.
(٢) الظّبية: هي من الروحاء على ثمانية أميال مما يلي المدينة.
(٣) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٣٩٣)، والطبري في «التاريخ» (٢/ ٤٦٠).
(٤) «المعارف» (ص ١٥٢).
(٥) كذا في «طبقات ابن سعد» (٢/ ٢٦)، و «تاريخ الطبري» (٢/ ٤٧٩)، و «المنتظم» (٢/ ٢٤٠)، وغيرهم، ورجح الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢/ ١٤٥): أنها في الثالثة، وتبعه في ذلك ابن كثير في «البداية والنهاية» (٤/ ٣٧٦)، والله أعلم.
(٦) كذا في «طبقات ابن سعد» (٢/ ٢٧)، و «تاريخ الطبري» (٢/ ٢٨٣)، وغيرهما، وخالف ابن الجوزي في «المنتظم» (٢/ ٢٥٩) فجعلها في الثالثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>