للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول: لفظة «هذا» لا تكون إلا إشارة إلى موجود عند كافة أهل اللغة، ولا يوجد إلا المسموع المفهوم.

وقد حكي أنهما كانا يتناظران في المطاف، فمن شدة إفحام الشيخ للعثماني يمسح جبينه من شدة العرق.

ثم رجع إلى اليمن، وألف «البيان»، وأورد فيه عدة مسائل عن العثماني تدل على علم العثماني وفضله وعدالته وجواز الأخذ عنه) اهـ‍ (١)

قال الشيخ اليافعي: (قلت: وهذا الذي ذكره-يعني ابن سمرة-من نقله عن العثماني صحيح، وما ذكره من جواز الأخذ به غير صحيح؛ فإن للعثماني في المذهب وجوها ضعيفة، جماهير أصحابنا على خلافها، ومن ذلك ما نقل عنه أن المكي وغيره ممن ينشئ إحرام الحج من مكة إذا طاف عند خروجه إلى عرفة، وسعى بعده .. يجزيه عن السعي المفروض عليه في الحج، وهذا غير مسلم ولا موافق عليه؛ فإنه لا بد أن يقع السعي بعد طواف الإفاضة أو طواف القدوم، ولا يصح بعد طواف لا يتعلق بمناسك الحج، هذا هو المذهب الصحيح) اهـ‍ (٢)

كان حنبلي العقيدة؛ أي: يقول بالصوت والحرف والجهة كما هو مذهب الحشوية، وكان عليه عقيدة غالب أهل اليمن، حتى أن بعضهم سئل: من أين جاء أهل اليمن هذا الاعتقاد؟ فقال: غرهم صاحب «البيان»، كذا نقله اليافعي عن الشيخ عبد الله الساكن بذي السفال (٣)، ولا شك أن أهل اليمن كانوا يعتقدون ذلك من قبل ظهور صاحب «البيان»، وقد رجع اليوم غالبهم أو كلهم عن هذا الاعتقاد، وصاروا كلهم أشعرية بحمد الله تعالى.

وبلغني أنه كان رجوع غالبهم إلى الأشعرية على الشيخ الصالح سالم الأبيني نفع الله به.

قال الشيخ اليافعي: (وقد بلغني أن الإمام القاضي طاهر بن الإمام يحيى بن أبي الخير المذكور لما شرح الله صدره للنور .. أنكر على والده مذهبه، وعنفه وهو في مكة بالمكاتبة) اهـ‍ (٤)

وفي «الجندي»: (أن فقهاء تهامة طلعوا إلى الشيخ يحيى هاربين من ابن مهدي،


(١) «السلوك» (٢٩٤/ ١ - ٢٩٥).
(٢) «مرآة الجنان» (٣/ ٣٢٠).
(٣) انظر «مرآة الجنان» (٣/ ٣٢٧).
(٤) «مرآة الجنان» (٣/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>