للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحال بينهم وبينهم، فانطلقوا على مهلهم حتى قدموا على النبي صلّى الله عليه وسلم (١).

ومنها: غزوة عبد الله بن رواحة لقتل اليسير بن رزام، وكان بخيبر يجمع غطفان لغزو رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فبعث إليه صلّى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم عبد الله بن أنيس، فلما قدموا عليه .. قربوا له القول، ووعدوه أن يستعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فلما كان بالقرقرة (٢) .. ندم، ففطن له عبد الله بن أنيس وهو يريد السيف، فاقتحم به وكان رديفه، ثم ضربه بالسيف فقطع رجله، وضربه اليسير في رأسه فأمّه، ثم مالوا على أصحابه من اليهود فقتلوهم إلا رجلا فرّ على رحله، فلما قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .. تفل على شجّة عبد الله بن أنيس فلم تقح (٣).

ومنها: غزوة عبد الله بن أنيس لقتل خالد بن سفيان الهذلي، وكان بنخلة يجمع الناس لغزو رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن أنيس لا يعرفه، فسأل النبيّ صلّى الله عليه وسلم تعريفه، فقال: «إنك إذا رأيته .. أذكرك الشيطان، وآية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته .. وجدت له قشعريرة»، فلما انتهى إليه .. وجد العلامة، فقال له: جئت لك حين سمعت بجمعك لهذا الرجل، قال: أنا في ذلك، قال عبد الله: فمشيت معه ساعة، حتى إذا أمكنني .. حملت عليه بالسيف فقتلته، فلما قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .. قال: «أفلح الوجه»، ثم أدخلني بيته، فأعطاني عصا، فقلت له: لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة»، فأوصى عبد الله أن تدفن معه (٤).

ومنها: غزوة عيينة بن حصن بني العنبر ابن تميم، فأصاب منهم ناسا، وسبى منهم نساء، ثم قدم بهم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فجاء بعد ذلك رجالهم يطلبون مفاداتهم، وجعلوا ينادون رسول الله صلّى الله عليه وسلم من خلف الحجر: يا محمد؛ اخرج إلينا، فأنزل الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} (٥)،


(١) أخرجه الحاكم (٢/ ١٢٤)، وأبو داود (٢٦٧١)، وأحمد (٣/ ٤٦٧) وابن سعد (٢/ ١١٢)، وقال: (في صفر سنة ثمان).
(٢) أي: قرقرة ثبار: موضع على ستة أميال من خيبر، والقرقرة في الأصل: الضحك إذا استغرب فيه ورجّع، وهدير البعير.
(٣) أخرجه أبو نعيم في «الدلائل» (٢/ ٦٦٢)، والبيهقي في «الدلائل» (٤/ ٢٩٤)، والطبري في «تاريخه» (٣/ ١٥٥)، وانظر «سيرة ابن هشام» (٤/ ٦١٨)، وكانت في شوال سنة ست، كما قال ابن سعد (٢/ ٨٨).
(٤) أخرجه ابن خزيمة (٩٨٢)، وابن حبان (٧١٦٠)، وأبو داود (١٢٤٣)، وكانت يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة كما قال ابن سعد (٢/ ٥٠).
(٥) أخرجه الترمذي (٣٢٦٧)، والنسائي في «الكبرى» (١١٤٥١)، وأحمد (٣/ ٤٨٨)، والطبراني في «الكبير» (٥/ ٢١٠)، وابن سعد (٢/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>