للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعض العرب منع من أداء الزكاة فقط، فأشار الناس على أبي بكر بالمقاربة فخالفهم، وكان رضي الله عنه فيه لين، إلا أنه حزم وشدّد، فلم يزل يحاربهم حتى أعلى الله كلمة الحق، وأشاروا إليه برد جيش أسامة ليستعين بهم، فأبى إلا إمضاءه كما أوصى به صلّى الله عليه وسلم، وكان في تنفيذه مصلحة عظيمة؛ فإن المخالفين من العرب لما رأوا الجيش متوجها إلى أطراف الشام .. استهابوا ذلك واستعظموه، فضعفت قواهم ووهنت عزائمهم، فعقد أبو بكر رضي الله عنه أحد عشر لواء، وقطع عليها البعوث:

عقد لخالد بن الوليد، وأمره أن يبدأ بطليحة الأسدي، فإذا فرغ منه .. سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن أقام له.

وعقد لعكرمة بن أبي جهل، وأمره بمسيلمة.

وعقد للمهاجر بن أبي أمية، وأمره بجنود الأسود العنسي ومعونة الأبناء على قيس بن المكشوح ومن أعانه من اليمن (١)، ثم يمضي إلى كندة بحضرموت.

وعقد لخالد بن سعيد بن العاصي إلى مشارف الشام.

ولعمرو بن العاصي على جماع قضاعة ووديعة والحارث.

وعقد لحذيفة بن محصن، وأمره بأهل دبا.

ولعرفجة بن هرثمة، وأمره بمهرة (٢).

ولشرحبيل ابن حسنة على قضاعة.

ولطريفة بن حاجز، وأمره ببني سليم وهوازن.

ولسويد بن مقرّن، وأمره بتهامة اليمن.


(١) الأبناء-كفيروز الديلمي-رضي الله عنه-الذي وفد على النبي صلّى الله عليه وسلم، وداذويه بن هرمز-: هم أبناء الأساورة من فارس الذين بعثهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لقتال الحبشة، فنفوهم عن اليمن، وغلبوا عليها، ثم أسلموا وقتلوا الأسود العنسي بمشاركة قيس بن مكشوح، وردّوا الأمر إلى قيس، فكان أميرا على صنعاء، فخاف أن يغلبوه عليها فارتد وتابعه جماعة من أصحاب الأسود، وفتك بداذويه، وفر فيروز إلى أبي بكر، ثم ما لبث أن أسر قيس، وحمل إلى أبي بكر، فوبّخه، فأنكر الردة، وعفا عنه، انظر «طبقات ابن سعد» (٥/ ٥٣٣)، و «تاريخ الإسلام» (٣/ ٣٠)، و «الإصابة» (٣/ ٢٠٤).
(٢) مهرة: قال ياقوت في «معجم البلدان» (٥/ ٢٣٤): (مهرة: بالفتح ثم السكون، هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح: مهرة بالتحريك، وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه).

<<  <  ج: ص:  >  >>