قال: فما آفة الحجاج بن يوسف؟ قال: أصلح الله الأمير، لا آفة لمن كرم حسبه، وطاب نسبه، وزكى فرعه.
قال: امتلأت شقاقا، وأظهرت نفاقا، وأمر بضرب عنقه بعد أن عيب عليه بمتابعته أهل العراق، فقال: ثلاث كلمات، أصلح الله الأمير كأنهن ركب وقوف يكن مثلا بعدي، قال: هات، قال: لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة، ولكل حليم هفوة.
قال الحجاج: ليس هذا وقت المزاح، يا غلام أوجب جرحه، فضرب عنقه، فلما رآه الحجاج قتيلا .. ندم حيث لا ينفعه الندم، وذلك في سنة أربع وثمانين.
قلت: المؤرخ رحمه الله تعالى لم يستوف كلام ابن القرية المذكور في جواب ما سأله به الحجاج بن يوسف، فينبغي إيراد بعض ما وقفت عليه في «تاريخ ابن خلكان» لتتم الفائدة: (قال: فأهل البحرين، قال: نبيط استعربوا، قال: فأهل عمان، قال: عرب استنبطوا، قال: فأهل اليمامة، قال: أهل جفاء، واختلاف أهواء، وأصبر على اللقاء، قال: فأهل فارس، قال: أهل بأس شديد، وشر عتيد، وزيف كثير، وقرى يسير) اهـ (١) والله سبحانه أعلم.