قرأ على أبي العالية وجماعة، وروى عن أنس وغيره.
قال: نظرت في العلم قبل أن أختتن. قال أبو عبيدة: كان أبو عمرو أعلم الناس بالقرآن والعربية والشعر وأيام العرب، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسك فأحرقها، فلما رجع إلى علمه الأول .. لم يكن علمه إلا من حفظه بقلبه، وكان إذا دخل شهر رمضان .. لم ينشد بيتا حتى ينقضي.
قال رحمه الله: أول العلم الصمت وحسن الاستماع، ثم حسن السؤال، ثم حسن اللفظ، ثم نشره عند أهله.
وقال: فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها.
وقال: ما تساب اثنان .. إلا غلب ألأمهما.
وقال: إذا تمكن الإخاء .. قبح الثناء.
وقال: ما ضاق مجلس بين متحابين، ولا اتسعت الدنيا بين متباغضين.
وقال: أحسن المراثي ابتداء قول فضالة بن كلدة العبسي: [من المنسرح]
أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا
بان الذي جمع السماحة وال ... نجدة والبر والتقى جمعا
الألمعي الذي يظن بك الظ ... ن الذي قد رأى وقد سمعا
قال أبو عمرو: حججنا سنة، فمررنا ذات ليلة بواد، فقال لنا المكري: إن هذا الوادي كثير الجن؛ فأقلوا الكلام حتى تقطعوه، قال: مررنا بهم مختلسين، تبين منهم الرءوس واللحى، نسمع حسهم ولا نراهم، فسمعنا منهم هاتفا يقول: [من الطويل]
وإن امرءا دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
قال: والله؛ لقد ذهب عنا ما كنا فيه من الغم.
(٣) - (٣/ ٤٦٦)، و «تهذيب الكمال» (٣٤/ ١٢٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٦/ ٤٠٧)، و «معرفة القراء الكبار» (١/ ٢٢٣)، و «فوات الوفيات» (٢/ ٢٨)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٢٥)، و «البداية والنهاية» (١٠/ ٥٣٢)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٥٦١)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٢٤٨).