للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عطية في باقي الصفات موجودة ميسرة والحمد لله.

وتفسيره قد اختصره الثعالبي الجزائري، وذكر أهم ما يوجد في تفسير ابن عطية وقد بينا ما فيه من الكلام عليه فليرجع إليه.

صفة الاستهزاء

قال عند قوله تعالى: {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون}.

اختلف المفسرون في هذا الاستهزاء، فقال جمهور العلماء: هي تسمية العقوبة باسم الذنب.

والعرب تستعمل ذلك كثيرا، ومنه قول الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وقال قوم: إن الله تعالى يفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزؤ حسبما يرى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويطئونها.

وما يروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن، وقال قوم: استهزاؤه بهم هو استدراجهم من حيث لا يعلمون، وذلك أنهم بدور نعم الله الدنيوية عليهم يظنون أنه راض عنهم وهو تعالى قد حتم عذابهم فهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء (١).

صفة الغضب

قال عند قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} وغضب الله تعالى عبارة عن إظهاره عليهم محنا وعقوبات وذلة، ونحو ذلك، مما يدل على أنه قد أبعدهم عن رحمته بعدا مؤكدا مبالغا فيه (٢).

التعليق:

والتأويل في هذه الصفة واضح.

صفة الحياء

قال عند قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقها} واختلف المتأولون في معنى: (يستحي) في هذه الآية فرجح الطبري أن معناه يخشى، وقال غيره: معناه يترك، وهذا هو الأولى، ومن قال يمتنع أو يمنعه الحياء فهو يترك أو قريب منه. ولما كان الجليل القدر في الشاهد لا يمنعه في الخوض في نازل القول إلا الحياء من ذلك رد الله بقوله {إن الله لا يستحي} عن القائلين كيف يضرب الله مثلًا بالذباب ونحوه، أي أن هذه الأشياء ليست من نازل القول، إذ هي من الفصيح في المعنى المبلغ أغراض المتكلم إلى نفس السامع، فليس مما يستحي منه.

وحكى المهدوي أن الاستحياء في هذه الآية راجع إلى الناس، وهذا غير مرضي. (٣)

صفة الاستواء

أما أبو محمد بن عطية فيمزج بين الأشعرية والاعتزال، ويميل أحيانا إلى الاعتزال، وفي هذه الصفة بالخصوص ذهب مذهب المتأولة، وهاك ما قاله عند قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات}.

قال: ثم هنا هي لترتيب الأمر في نفسه،


(١) تفسير ابن عطية: (١/ ١٢٥).
(٢) تفسير ابن عطية: (١/ ٨٦).
(٣) المصدر نفسه: (١/ ١٥١).