للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واستوى، قال قوم: معناه: علا دون تكييف ولا تحديد، هذا اختيار الطبري، والتقدير علا أمره وقدرته، وسلطانه.

وقال ابن كيسان: معناه قصد إلى السماء، قال أبو محمد: أي بخلقه واختراعه، وقيل معناه: كل صنعة فيها، كما تقول استولى الأمر.

قال القاضي أبو محمد: وهذا قلق، وحكى الطبري عن قوم: إن المعنى أقبل وضعفه، وحكى عن قوم المستوى هو الدخان، وهذا أيضًا يأباه وصف الكلام، وقيل المعنى: استوى كما قال الشاعر:

قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق

وهذا إنما يجيء في قوله تعالى: {عَلَى العَرشِ استَوَى} والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استوى القدرة والسلطان (١).

صفة المحبة

قال عند قوله تعالى: {قُل إن كُنتُم تحِبونَ اللهَ فَاتبعُوني يُحببكُمُ اللْهُ وَيَغفِر لَكُم ذنوبَكُم وَاللهُ غَفُور رحِيم}.

ومحبة الله للعبد، أمارتها للمتأمل أن يرى مهديًا ومسددًا، ذا قبول في الأرض، فلطف الله بالعبد ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يتفسر لفظه المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل (٢).

التعليق:

المفسر تحدث عن أمارة الصفة ولم يتحدث عن الصفة نفسها وواضح أن صفة المحبة هي حقيقة من غير مشابهة للبشر.

صفة الكلام

وقد ذهب أبو محمّد بن عطية في تفسير الكلام إلى مذهب الأشاعرة فقال عند قوله تعالى: {وَكلَّمَ اللهُ مُوسَى تكلِيمًا} وكلام الله لنبي موسى - عليه السلام - دون تكييف ولا تحديد، ولا تجويز حدوث ولا حروف ولا أصوات، والذي عليه الراسخون في العلم أن الكلام هو المعنى القائم في النفس، ويخلق الله لموسى أو جبريل إدراكًا من جهة السمع يتحصل به الكلام، وكما أن الله تعالى موجود لا كالموجودات، معلوم لا كالمعلومات، فكذلك كلامه لا كالكلام، وما روي عن كعب الأحبار وعن محمّد بن كعب القرظي ونحوهما: من أن الذي سمع موسى كان كأشد ما يسمع من الصواعق، وفي رواية أخرى كالرعد الساكن، فذلك كله غير مرضي عند الأصوليين (٣).

صفة الوجه

" موقف القاضي أبي محمد بن عطية من صفة الوجه".

ابن عطية هو شيخ القرطبي في تأويل الصفات، وقد نقل عنه في تفسيره معظم تأويلاته في آيات الصفات، وفي هذه الصفة بالخصوص مؤول معطل، تبعًا لمذهبه الأشعري الممزوج بالاعتزال.


(١) تفسير ابن عطية (١/ ١٦٠).
(٢) تفسير ابن عطية (٥٩ - ٦٠/ ٣).
(٣) تفسير ابن عطية: (٣١٢/ ٤).