للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واختياره لمذهب السلف والله يخبر في القرآن أنه يأتي ويجيء، وهؤلاء يقدرون المضافات التي يرونها تخلصهم من ورطة التشبيه التي تخيلوها في أذهانهم، وتمسكوا ببعض الشبه التي ألجأتهم إلى ما هم عليه كقوله تعالى: {فَأَتى اللهُ بُنيانهُم منَ الْقَوَاعِدِ} وقوله: {فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}.

تفسير الكرسي

قال عند قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بشَيءٍ منْ عِلمِهِ إلا بمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.

واختلف الناس في الكرسي الذي وصفه الله تعالى بأنه وسع السموات والأرض، فقال ابن عباس: كرسيه علمه ورجحه الطبري، وقال: ومن الكراسة للصحائف التي تضم العلم، ومنه قيل للعلماء الكراسي، ولأنهم هم المعتمد عليهم، كما يقال أوتاد الارض، وهذه الألفاظ تعطي نقض ما ذهب إليه من أن الكرسي العلم.

قال الطبري، ومنه قول الشاعر:

تحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب

يريد بذلك علماء بحوادث الأمور ونوازلها.

وقال أبو موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل، وقال السدي: هو موضع قدميه (١).

صفة النفس

قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.

وقوله تعالى: {وَيُحَذِّرْكُمُ اللهُ .. } وعيد وتنبيه، ووعظ وتذكير بالآخرة، وقوله (نفسه) نائبة عن إياه وهذه مخاطبة على معهود ما يفهمه البشر، والنفس في مثل هذا راجع إلى الذات، وفي الكلام حذف مضاف، لأن التحذير إنما هو من عقاب وتنكيل ونحوه، فقال ابن عباس والحسن: ويحذركم عقابه. (٢)

صفة العندية

قال عند قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (عند ربهم) فيه حذف مضاف، تقديره عند كرامة ربهم، لأن عند تقتضي غاية القرب، ولذلك لم تصغر، قاله سيبويه (٣).

التعليق:

أثبت الصفة ثم أثبت اللازم لأن التأويل لا ينفع عند الله لأنه أخو الكذب كما قال بعض السلف.

صفة اليد

قال أبو محمد بن عطية في تفسير عند قوله


(١) تفسير ابن عطية: (٢٧٨/ ٢).
(٢) تفسير ابن عطية (٥٦/ ٣).
(٣) تفسير ابن عطية (٢٩٣/ ٣).