بالأجسام فعلًا خاصًّا في اللحظة المقررة هذه من تلك هذه خارقة وتلك خارقة على السواء".
قلت: إن تفسير طير الأبابيل بالجدري فيه تضييق لمسألة الخوارق والمعجزات وكأن الذين يفسرون هذا التفسير يتعاظمون على قدرة الله إرسال مثل هذه الطير ومن جهة أخرى أننا لو فسرنا ذلك بالجدري وبالحصبة إنه من الخوارق وكذلك أن تصيب هذه الأوبئة الجيش ولا تصيب العرب الذين عاينوا ذلك الحدث.
ومن جهة ثالثة أن أعراض الجدري تختلف عما أصيب به الجيش فالجدري لا يؤدي إلى تساقط الأعضاء، ولا يؤدي إلى صدق الصدر كما جاء في بعض الروايات أن أبرهة لم يصل إلى بلده حتى صدق صدره، ولعل الخطيب ومن تأثر بهم في هذه المسألة قد التبس عليهم الأمر إذ أن الجدري قد فشا في جزيرة العرب في ذلك العام عقب هلاك جش الأحباش، ولم يكن هلاك جيش الأحباش بالجدري.
وفي مسألة الإيمان وموقف الخطيب من هذه المسألة قال صاحب الرسالة: "يسير الخطيب في هذه المسألة مع أهل السنة والجماعة فيذهب إلى أن الله خلق الكافر وكفره فعل له وكسب مع أن الله خالق الكفر وخلق المؤمن وإيمانه فعل له وكسب مع أن الله خالق الإيمان، فالله سبحانه وتعالى خلق المؤمن مهيأ للإيمان مستعدًا له وخلق الكافر مهيأ للكفر ومستقبلًا له.
والخطيب في هذه المسألة يوافق الأشاعرة الذين يقولون أن الله تعالى خلق أفعال العباد وهذا هو المذهب الحق، فإن فعلهم كان بخلق الله فيهم فكان مفعولهم المتوقف على فعلهم أول بذلك" أ. هـ.
* قلت: وتكلم صاحب الرسالة أيضًا عن المنهج الفقهي عند الخطيب، قصد ذكر أيضًا عن الخطيب رده على من يطعن في الأحكام الشرعية الإسلامية في عمومها وخصوصها، وهذه من مناقبه كما أشار إليها صاحب الرسالة.
وأيضًا تكلم عن الاتجاهات الأخرى لدى الخطيب من نظام الأسرة، والزواج والطلاق، وغيرها من المسؤوليات المقتضية معها الأمور الشرعية في الأحوال الاجتماعية، ولا نطيل في ذكر منهج الخطيب خلال كتابه "التفسير القرآني للقرآن" كما قاله صاحب الرسالة إلى ما وجدناه من قصور في توجيه كلام صاحب الرسالة في نقد منهج الخطيب، والرد عليه وخاصة في مسائل الاعتقاد وعلى شاكلة الفرق الأخرى مثل الإشارة إلى التفويض عند رده على قول الخطيب في مسائل الصفات .. ولا يعنينا صاحب الرسالة على بعض الأخطاء فيه ولكن توجيهه لبعض النقود الصحيحة عند ضمن مؤلف عبد الكريم الخطيب.
وأيضًا ذكر صاحب الرسالة ما قاله الخطيب في اليهود والنصارى، ورأيه بهما وبالاستعمار الحديث وغيرها من الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة خاصة، وعلوم القرآن والتفسير في الحديث من التاريخ والقديم منها.
ونقول: وكان المهم لدينا المنهج الاعتقادي عند الخطيب، وقد اهتممنا بنقله من هذه الرسالة