للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتفحصت وجوهها، وجدتها بأسرها فانية في حد ذاتها إلا وجه الله تعالى أي الوجه الذي يلي جهته (١).

صفة المجيء والإتيان:

قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} أي يأتيهم أمره أو بأسه كقوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} (أو يأتيهم الله ببأسه) فحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢).

وقال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} أي أمره بالعذاب أو كل آياته يعني آيات القيامة والعذاب والهلاك الكل. لقوله: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}.

وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من آثار هيبته وسياسته (٣).

تفسير الكرسي:

قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.

{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} تصوير لعظمته وتمثيل مجرد كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ولا كرسي في الحقيقة ولا قاعد، وقيل: كرسيه مجاز عن علمه أو ملكه مأخوذ من كرسي العالم، والملك وقيل: جسم بين يدي العرش ولذلك سمي كرسيًا محيط بالسموات السبع لقوله عليه الصلاة والسلام: (ما السموات السبع والأرضون السبع مع الكرسي إلا كحلقة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة) على تلك الحلقة ولعله الفلك المشهور بفلك البروج وهو في الأصل اسم لما يقعد عليه ولا يفضل على مقعده القاعد وكأنه المنسوب إلى الكرسي وهو الملبد) (٤).

التعليق:

ما ذكره البيضاوي من تفسير للكرسي روى بعضه عن بعض السلف.

والصواب ما صحت به الرواية عن ابن عباس في تفسير الكرسي من أنه موضع القدمين كما تقدم.

صفة اليد:

قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.

أي هو ممسك يقتر بالرزق وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجهد ولا قصد فيه إلى إثبات يد وغل أو بسط وذلك يستعمل حيث لا يتصور لك.


(١) نفس المصدر: ٧٠٦.
(٢) نفس المصدر: ٤٥.
(٣) نفس المصدر: (١٧).
(٤) تفسير البيضاوي (١٧١).